أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن تركيا أطلقت سراح مواطن أمريكي تركي (جنسية مزدوجة) من السجن، في أحدث إيماءة تصالحية قد تساعد في تخفيف بعض التوترات المستمرة بين البلدين.
رحّبت وزارة الخارجية الأمريكية بنبأ إطلاق سراح «سيركان غولغ» يوم الأربعاء، بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من اعتقال عالم "ناسا" السابق في حملة اعتقال أي شخص يشتبه في دعمه للانقلاب العسكري الفاشل في تركيا عام 2016.
وقالت «مورغان اورجتوس»، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية: "نرحب بالانباء التي تفيد بأن «سركان غولغ» أطلق سراحه من السجن."
وأضافت "سنواصل متابعة قضية السيد «غولغ» عن كثب مع الحالات التي تنطوي على موظفين محليين يعملون لدينا".
وتحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان عبر الهاتف قبل ساعات قليلة من إطلاق «غولغ» ، لكن يبقى من غير الواضح ما إذا كان حديثهما تطرق إليه أو لا.
ورجوعا الى الماضي القريب، جرى احتجاز «غولغ» أثناء قضاء عطلة في تركيا في عام 2016، بعد فترة وجيزة من شن أردوغان حملة على الأفراد الذين اتهمتهم حكومته بدعم محاولة الانقلاب في 15 يوليو من ذلك العام.
حُكم عليه في عام 2018 بالسجن سبع سنوات ونصف على الرغم من اعتراضات الولايات المتحدة.
يوم الأربعاء، أبلغت زوجة «غولغ»، كوبرا، رويترز أنها لا تعرف سبب إطلاق تركيا له، لكنها قالت إنها سعيدة بالقرار.
التصدي للإنقلابيين على الشرعية
منذ الانقلاب الفاشل، استهدفت السلطات التركية الأفراد المرتبطين برجل الدين «فتح الله غولن» الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقراً له، والذي اتُهم بالوقوف وراء محاولة الانقلاب.
تتهم أنقرة «غولن» وأتباعه بشن حملة طويلة الأمد لتفكيك الدولة التركية من خلال التسلل إلى المؤسسات الرئيسية في جميع أنحاء البلاد، لا سيما الجيش والشرطة والقضاء.
ونفى غولن، الحليف السابق لأردوغان والذي عاش في المنفى بالولايات المتحدة منذ عام 1999، اتهامات بأنه دبر مؤامرة الانقلاب التي راح ضحيتها أكثر من 250 شخصًا.
في هذا الصدد دائما، أعربت جماعات حقوق الإنسان والعديد من حلفاء تركيا عن انزعاجهم إزاء حجم الحملة، قائلين إن أردوغان يستغل محاولة الإنقلاب كذريعة لقمع المعارضة.
وفي الوقت نفسه، تقول الحكومة إن حجم التهديدات التي تواجهها يستلزم مثل هذه الإجراءات الأمنية.
منذ الانقلاب، سجنت تركيا حوالي 77000 شخص، في حين تم عزل أو تعليق أكثر من 150،000 آخرين من وظائفهم في الجيش، وفي القطاعين العام والخاص.
وتصاعدت التوترات بين تركيا والولايات المتحدة بسبب سجن قس أمريكي، احتُجز لمدة عامين بسبب اتهامات بأن لديه صلات بمتشددين أكراد وأنصار غولن.
بينما تم إطلاق سراح «أندرو برونسون» في أكتوبر، ظلت العلاقة بين واشنطن وأنقرة متوترة.
كان البلدان على خلاف حول شراء تركيا لأنظمة الدفاع الصاروخي الروسية S-400 ، وكذلك السياسات الأمريكية في سوريا.