قال الكاتب البريطاني ديفد هيرست رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” إن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو فاجأ رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي خلال زيارته غير المعلنة الأخيرة لبغداد.
وفي مقال له في موقع “ميدل إيست آي” أكد “هيرست” أن بومبيو طلب من عبدالمهدي إبلاغ الإيرانيين بأن الرئيس دونالد ترامب ليس متحمسا لحرب ضدهم، وكل ما يريده هو إبرام اتفاق نووي جديد يحمل اسمه.
ونقل هيرست عن مسؤول عراقي رفيع في بغداد مطّلع على تفاصيل المحادثات قوله إن عبد المهدي كان يتوقع أن يطلق بومبيو النار على إيران، بعد الأنباء التي تفيد بأن واشنطن أرسلت حاملة طائرات وقاذفات بي 52 إلى الخليج في استعراض للقوة.
وأشار إلى أن عبد المهدي كان يتوقع أن يطالب بومبيو بسحب المليشيات الموالية لإيران التي يمكن أن تهاجم القوات الأميركية المتمركزة في العراق في وقت الحرب.
لكنه لم يقل ذلك، وما قاله بومبيو كان مختلفًا تمامًا ولهجته فاجأت رئيس الوزراء العراقي، حسب المصدر المطلع على ما دار بالاجتماع.
وطلب بومبيو من عبد المهدي نقل رسالة إلى إيران مفادها أن الولايات المتحدة ليست متحمسة للحرب معها، وكل ما يريده ترامب هو اتفاق نووي جديد يطلق عليه اسمه.
ورد عبد المهدي على بومبيو بأن الإيرانيين أناس يعتزون بأنفسهم، ولن يعيدوا فتح نقاش جديد حول الاتفاق النووي، لكنه أشار إلى أنه من الممكن الموافقة على إضافة بروتوكول للاتفاق. وكان رد بومبيو إيجابيا على هذه الإشارة، ووصفها بأنها فكرة جيدة.
كانت لهجة بومبيو إيجابية، لم يهدد خلالها إيران. وفي اليوم التالي، أرسل عبد المهدي مبعوثًا إلى طهران لإبلاغ المسؤولين هناك بالعرض”، بحسب المصدر ذاته.
وفي الوقت نفسه، قال ترامب شيئا مشابها في خطابه الذي فتح فيه النار على وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري.
وقال ترامب إنه “يرغب في أن يتصل به الإيرانيون”، وأضاف أن كيري كان أخبر الإيرانيين بأنه لا ينبغي عليهم الاتصال به، وقال إنه يرى “أنه ينبغي عليهم الاتصال، وإن فعلوا فنحن مستعدون لعقد محادثات وعقد صفقة عادلة معهم”.
وأضاف “لا نريد أن يمتلكوا أسلحة نووية، وهذا ليس طلبا صعبا. وسنساعد في إعادتهم إلى الوضع الطبيعي بشكل رائع. هم في حالة سيئة الآن، إنني أتطلع إلى اليوم الذي يمكننا فيه بالفعل مساعدة إيران، نحن لا نتطلع إلى إيذائها”.