الكاتبة: مرام سعيد أبو عشيبة
على سنا القمر ترسم
في الحديقة وعلى فَخْت القمر وظله....
وأمام جدول الماء....
وبين الأزهار التي تشبه الجرس....
بلونها الأبيض ورائحتها العطرة....
الطيبة الخالصة النقية...
التي تضفي على النفس معنى الشفافية والصدق....
وتضفي على القلب الرقة والبياض....
كحجر عقيق لَبَنِي اللون ثلاثي الأبعاد....
وبين أشجار الألبيزيا زهرة الحرير....
وعلى ضوء القمر وانعكاسه على رَّبيعُ الماء وجدوله....
وتحت السماء التي تَحْلِس فينزل مطراً خفيفاً رقيقاً ....
والهدوء والسكون يخيمان على مهجتها وروحها وقلبها الأبيض....
ومع المهر صغير الحصان الكُميت ذو اللون الأسود والأحمر....
وجماله الآخاذ كزهرة توليب حمراء وسوداء....
جارياً خلف أمه يلعب ويلهو....
وعلى الكرسي بين يديها كتابها المفضل "ثغرٌ منصَّب" أي مستوي النبتة....
وفي يدها الأخرى دفتر رسمها تمرر قلمها وألوانها عليه....
لترسم فيه خطوط تلك الرياض والطبيعة المولعة بها....
مستمتعة متأملة لذلك المنظر فيزداد وجهها نورانيّةً وبهاءاً ....
تختلج مشاعرها وتخفق....
تنظر إلى ما حولها بعين الحب والعشق والود والرحمة والتعلق....
ليس في قلبها ثَلمة ولا انصداع ولا فجوة ولا شنآن....
لا تعرف ضغينة ولا كراهية....
متغنيةً بما يقوله العرب فصحاؤها وخطباؤها وشعراؤها....
من شعر وقصائد في وصف البحر والقمر....
والشمس والنجوم والسحاب والمطر....
والشوق والفراق والحزن والفرح....
والخيل والفارس الجسور المقدام....
كلماتها نابعة من قلبها العذب الرقراق....
تغرد كتغريد طير السمندل الهندي يحط على ضفاف