تعرف على الفتاة التي عرّض وزير الداخلية الإيطالية، سالفيني، حياتها للخطر بسبب لافتة - الإيطالية نيوز

تعرف على الفتاة التي عرّض وزير الداخلية الإيطالية، سالفيني، حياتها للخطر بسبب لافتة


الإيطالية نيوز ـ لايزال موضوع الفتاة الإيطالية التي رفعت لافتة غريبة كتبت عليها "الأفضل لي أن أكون ذات نية حسنة وعاهرة على أن أكون فاشية ومن أتباع سالفيني"، خلال مظاهرة ميلانو، يوم 2 مارس، تضامنا مع الأجانب والمهاجرين تحت شعار "نحن بشر واحد ودم واحد".

وما جعل موضوع جوليا يتواصل من دون انقطاع هو وزير الداخلية الإيطالية، ماتيو سالفيني، والأمين العام لحزب رابطة الشمال المعادية للمهاجرين، بالضبط، بعدما اقتسم صورتها وهي رافعة تلك اللافتة على حسابه الرسمي على الفايسبوك طالبا من عبدته والمعجبين بخطابه التعليق عليها، طبعا كان ينتظر مئات الألاف من التعليقات القبيحة المحشوة بالسب والشتم والتهديد بالقتل والتمني للفتاة بالموت انتحارا، وكذلك الطعن في جنسها.
ومن المحتمل أن هناك تساؤل يروادك عزيزي القارىء حول: "من تكون هذه الفتاة؟ ولماذا كتبت هذا التعليق بهذه الطريقة؟". وهنا نوافيك بالرد على هذين التساؤلين:
الفتاة الشابة الإيطالية، تدعى جوليا باتشيلّي" (Giulia Pacilli)، يبلغ عمرها 22 سنة، وهي طالبة وممثلة مسرح، لم تشعر بالخوف حتى هذه المرة، بعد أن وضع وزير الداخلية على حسابه في الفايسبوك والتويتر صورة أخرى التقطت لها السبت الماضي، خلال مسيرة 250 ألف متظاهر في ميلانو، بينما كانت على متن شاحنة "إ سينتينيلّي"، رافعة لائحة حيث ذكّرت وردت بسخرية على الشتائم التي تهاطلت عليها سابقا ونعتتها بـ"العاهرة"، لأنها وقفت في وجه سالفيني دفاعا عن مهاجرين وأجانب كانوا قد تعرضوا لاطلاق نار في ماتشيراتا من أحد أتباع حزب سالفيني. 


جوليا، لماذا كتبت "الأفضل لي أن أكون ذات نية حسنة وعاهرة على أن أكون فاشية ومن أتباع سالفيني
جوليا: "لأنني لم أغيّر فكرتي بعد الاعتداء الإعلامي الذي لحقني بسبب منشور استهدفني به زعيم رابطة الشمال، منذ سنة مضت، بعد أحداث ماتشيراتا. في تلك المناسبة، وصفوني بـ"العاهرة"، بجميع المصطلحات، متمنيين لي الاغتصاب الجنسي، والأمراض الفتاكة والموت. لكن، بالنسبة لي، الأسوأ قد يكون ذلك الإنسان الذي يركض وراء الأفكار العنصرية لسالفيني وأتباعه".

الصحيفة: لكن ألست خائفة؟
جوليا: "أنا شابة و لدي قيم عميقة، أفكار سياسية التي ليست لدي النية في التخلي عنها بسبب التهديدات والشتائم. أكيد، الشيء الذي يقلقني هو رؤية شخص يتولى مسؤولية ودورا مؤسساتيا، الذي يجب أن يصون أمن المواطنين، يستخدم، في المقابل، سلطته لكي يضع في خطر سلامة فتاة شابة، طالبة نعتها الحاقدون على وسائل التواصل الاجتماعي بأبشع الصفات والسخرية للمرة الثانية تتابعا."

هل أنت تعتقدين أن الوزير (سالفيني) أن فعل ذلك من دون يتعرف عليك؟
جوليا: "لا يمكن أن يغيب عن ذاكرته بأنني كنت الفتاة نفسها التي هو وضعها للسخرية في يوم مضى، منذ ما يقرب سنة مضت، بعد أحداث ماتشيراتا، في فترة إطلاق النار على مهاجرين. إنه خطير أن يقوم وزير للجمهورية بتصرف من هذا النوع".



ماذا تودين القول للوزير؟
جوليا: "بأنني ماضية إلى الأمام: لست خائفة".

الصحيفة: لكن، ألا تظنين أنك أخطأت الصعود إلى تلك الشاحنة مع تلك اللافتة وتلك الجمل القوية؟
جوليا: "أنا في تلك المظاهرة ذهبت للدفاع عن أفكاري وعن قيمي: أؤمن بالتضامن وضد التمييز بجميع أنواعه. قررت بوعي تام أن أرفع تلك اللافتة وبالتالي إرسال رسالة واضحة جدا إلى كل أولئك الذين تسلّوا حتى الثمالة وهم يتبادلون العبارات الساخرة والقاتلة في حقي، لكي أظهر لهم أنني لست خائفة وأنني أفضل بهذه الطريقة أبقى مع الطرف الأخر، الذي هو الإنسان البسيط الذي لا يريد شيئا من الدنيا إلا الحياة في جو مسالم وهادىء.

هل كنت تتوقعين كل ما حدث؟ 25 ألف رسالة شتائم وتهديد في الساعات الأولى بعد نشر صورتك على صفحة صالفيني؟
جوليا: "بينما في المرة الأولى لم أكن أتوقع شىء، حتى أنها كانت لافتة ساخرة، وكتبت فيها "أيها المهاجرون لاتتركونا وحدنا مع الفاشيين"، وهذه السنة فطنت بأن الكثيرين قاموا بتصويري. "إ سينتينيلي" قاموا بإركابي على متن شاحنتهم. مع كل ما أنا أفكر فيه، هو أن وزير لديه ما يقوم به. ولكن يقوم  بعكس ذلك":

ماذا يحدث في هذه الساعات؟
يقولون لي أن هناك آلاف من التعليقات ذات الطابع الجنسي في صفحة سالفيني. أنا ليست لدي حتى الرغبة في قراءتها، لكن أعلم أنه تحت ذلك المنشور، يتسلون جيدا بإهانتي وشتمي. وبما أنني إمرأة، فرسائلهم مضمونها يستهدف حياتي الجنسية ومظهري الجسدي".

ماذا ستفعلين؟
جوليا: "سأنتظر. في المرة الأولى ذهبت التعليقات لمدة شهر. أنا أنقذت نفسي بفضل الخصوصية التي يمنحها الفايسبوك، وحجبتها جميعا، بدأت في ارتداء نظارات لكي لايتم التعرف على من قبل العامة. كما تحركت أيضا عبر الطرق القانونية ضد من شتمني على الخاص. في هذه الحالة، بالمقابل، لا أعرف إذا لدي الرغبة في قراءة جميع هذهالتعليقات السلبية، ثم أدافع عن نفسي قانونيا. ربما، سأكتفي بمتابعة الصحف التي تعرضني للسخرية".


كيف تشعرين؟
جوليا: "أنا متأثرة بمئات رسائل التضامن والعطف التي تصلني في هذا الوقت السيء. لا أحس بنفسي وحيدة. لكنني مصابة قليلا بالهلع: أتساءل لماذا كل هذا الحقد المقيت من أجل لاشيء بنّاء. وأتساءل لماذا يوجد ناس تتمنى لي الموت من دون أن يعلموا من أكون".

ووالديك؟
جوليا: "هما قلقان عني، حتى لو هما سعيدان بوجود التضامن. لا يقولان لي ألا أذهب إلى مظاهرات أخرى، لأنهما يدركان تماما أنني متمسكة بقوة بأفكاري، المستوحاة من القيم التي هما نفسهما لقناها لي".

سوف تستمرين في ممارسة السياسة؟
"بالطبع ، حياتي الاجتماعية كلها سياسة ، وأنا لا أغلق على نفسي. نحن جزء من مجتمع ، كل الحياة ، كل الأشياء التي نفعلها كل يوم هي سياسة ... أنا امرأة شابة تصف نفسها بمناهضة العنصرية ومناهضة كل شيء يتم تعريفه على أنه "مختلف" ويتم وضعه في الهامش ، أعتقد أنه لا يمكننا أن نكون هادئين ، كما أنني قمت بتجربة مع ليبرا ، والتقيت بالمهاجرين القادمين من ليبيا بعد التعذيب ، مخاطرين بالموت في البحر. نحن بحاجة لأن نُسمع أصواتنا ويجب أن يشعروا بالترحيب من جانبنا ".