الجمعية الإسلامية للأئمة والمرشدين بإيطاليا تدين العملية الإرهابية على مسجدين في نيوزيلاندا - الإيطالية نيوز

الجمعية الإسلامية للأئمة والمرشدين بإيطاليا تدين العملية الإرهابية على مسجدين في نيوزيلاندا


الإيطالية نيوز، الجمعة 15 مارس 2019 - شجبت الجمعية الإسلامية الإيطالية للأئمة والمرشدين الهجوم الإرهابي على مسجدين في نيوزيلاندا، إذ قال في بيان: " استيقظ العالم اليوم على أصداء أنباء مجزرة إرهابية مروعة استهدفت المصلين الآمنين في  مسجدين في نيوزلندا أثناء صلاة الجمعة راح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى . تنقل القاتل الذي كان مزوداً بعدد من الأسلحة في جميع جوانب المسجد وحوله ليتأكد من الإجهاز على جميع من رآهم .وبث جريمته التي زادت على 15 دقيقة بثاً مباشراً عبر  الفيس بوك في مشهد إجرامي كما لو كان مشهداً من أفلام الرعب، ما شكل صدمة إنسانية كبيرة .

وإننا في الجمعية الإسلامية الإيطالية للأئمة والمرشدين إذ نعبر عن إدانتنا بكل العبارات لهذه الجريمة الإرهابية البشعة لنعزي أسر الضحايا والمسلمين في نيوزلندا وعموم المجتمع النيوزلندي بهذا الحادث الأليم ونعبر عن تضامننا معهم وندعو الله أن يرحم من قضى منهم وأن يشفي الجرحى والمصابين وأن يعم الأمن في كل مكان.

وإننا ندعو السلطات النيوزلندية وقد كانت واضحة  في موقفها من الجريمة إلى كشف كل خيوط الجريمة وإلحاق العقوبات القانونية الرادعة لكل من شاركوا تخطيطاً وتنفيذاً واثقين بأن المجتمع النيوزلندي سيظهر قدراً من التماسك والتضامن وسينتصر على هذا الفكر الدخيل عليه.

كما نطالب بسياسات عالمية موحدة ومسؤلة لمواجهة الإرهاب وأسبابه والتعامل بمسؤلية وحزم مع كافة أشكال الإرهاب وعدم الإزدواجية في التعاطي مع الأحداث الإرهابية.

إن محاولة حصر الإرهاب فقط على تلك الجرائم التي تصدر من بعض المنتسبين للإسلام دون غيرهم لإعطاء صورة سلبية تربط بين الإسلام والإرهاب .مع تضخيم خطاب الكراهية ضد المسلمين والإسلام جزء من إشكاليات المعالجة وقد يكون أحد أهم أسباب هذه الجريمة البشعة وأمثالها من الجرائم التي استهدفت مسلمين ومساجد مختلفة في العالم خلال السنوات الماضية.

إن النفس الإنسانية البريئة بغض النظر عن معتقد ودين صاحبها لها نفس الحرمة ونفس العصمة وإن الاعتداء عليها يمثل إرهاباً يجب الوقوف الحازم ضده. قال تعالى: ( من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً) قال "نفساً" دون أن يذكر ديناً ولا معتقداً لصاحبها .

ولقد بات واضحاً أن كل خطابات الكراهية والعنصرية والتخويف من المختلف الديني أو العرقي أو الإثني يمكن أن تولد عنفاً وإرهاباً عند كثير ممن يتلقون هذه الخطابات .وأمام هذا فإن الجمعية الإسلامية الإيطالية للأئمة والمرشدين لتؤكد أن على  رجال الدين وأهل السياسة والإعلام والفكر مسؤليات كبيرة في رفض خطاب الكراهية وإشاعة خطاب المحبة والأخوة والتضامن الإنساني والمجتمعي . والتعامل المسؤل مع هذا الحدث ككل الأحداث الإرهابية التي ضربت مدناً مختلفة كباريس وبروكسل ومدريد وغيرها وأن يكون الموقف واضحاً من هذا العمل الإرهابي البشع .

إن الإرهاب والتطرف لا ينتميان إلى دين وإنما هما نتاج أفكار مارقة عن تعاليم الأديان وقيم الإنسانية. 

إننا نجدد الدعوة إلى المسلمين في إيطاليا بالحكمة في التعامل والتحلي بالصبر والتزام الحذر والحيطة وعدم الانجرار الى أي استفزاز وتجديد الثقة بالجهات الأمنية وإبلاغها عند الشعور بأي خطر عليهم أو على عموم أبناء المجتمع الإيطالي.

إننا نشعر بالقلق من تزايد خطاب الكراهية والتحريض وارتفاع حدته في أوروبا وفي العالم وندعو إلى مراجعات لكثير من الخطابات وإلى تغليب الحكمة والقيم الإنسانية الجامعة على كل اعتبار .

هذا وندعو السادة الأئمة والخطباء إلى تناول الحدث خلال خطبة الجمعة والتعبير الواضح عن الإدانة الكاملة للجريمة الإرهابية انطلاقا من حرمة النفس البشرية بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنس 
ونهيب بمدراء المراكز ورؤساء الهيئات الإسلامية إلى إدانة الجريمة و التعبير عن التضامن مع الضحايا من خلال الوسائل القانونية المشروعة. "