لا يشك العاقلون أن ماتيو سالفيني هو رجل المرحلة الحالية في إيطاليا و أوروبا. فعلى على بعد أشهر قليلة من موعد انتخابات أوروبية غير مسبوقة، في أهميتها سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، تُطل علينا استطلعات الرأي بالفوز العريض لحزب"الليغا" خاصة، واليمين المتطرف في جميع أرجاء أوروبا.
أما داخليا فقد أسس وزير الداخلية الإيطالية المعادي مدرسة سياسية جديدة متطرفة ونمودجا لم يعرف الحقل السياسي الإيطالي نطيرا له منذ انهيار الفاشية ووصول الأحزاب التقليدية إلى الحكم في إيطاليا، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، إذ سالفيني استطاع أن يبعثر أوراقها ويجعل من إيطاليا حقل تجارب جديد لليمين المتطرف وتطلعاته لملئ السلطة.
لقد اختار سالفيني أن يجعل من المهاجرين كلمة السر للوصول إلى الإيطاليين مستغلا وصول مئات الآف من النازحين و الهاربين من أكواخ الفقر وطبول الحرب وعدم جدوة حلول الحكومات السابقة، متناسيا أن الأزمة لا تخرج عن كونها اقتصادية صرفة.
أما خارجيا، سالفيني يشكل شعلة أمل لجميع أحزاب اليمين المتطرفة بأوروبا، خاصة وأن آخر التقارير تعطيه المرتبة الأولى إذا أجريت انتخابات سابقة لأوانها وكذا انتخابات البرلمان الأوروبي.
على أن بصيصا من الأمل يحدو كثيرا من الحالمين بأوروبا موحدة في رسم خطة لوقف هذا الزحف السياسي غير المسبوق حيث تنبهت لذلك فرنسا ماكرون وألمانيا ميركل عبر التحذير من خطورة هذا التيار الجارف على مبادئ وقواعد الإتحاد الأوروبي خاصة وأن إيطاليا من المؤسسين الأوائل.
سالفيني سيفوز ومعه سينجح اليمين المتطرف، ولكن أوروبا ستظل صامدة بفضل مبادئها وهواجسها من طريق العودة إلى مرحلة الحروب التي كانت سببا في توحيدها.
