النائبة المغربية أمينة ماء العينين في البرلمان بالرباط سنة 2017 |
إسلاميو حزب العدالة والتنمية يرأسون الحكومة المغربية منذ سبعة سنوات (الولاية السابقة كان على رأسها عبد الإله بن كيران، والحالية سعد الدين العثماني) من دون أن تكون ضد أي شخص من قادتها الكبار شكاية بسبب الفساد المالي.
الحرب الممقوتة التي تعرض لها حزب العدالة والتنمية ربما بنيت تبريراتها على أسس كاذبة الهدف منها تشويه سمعة الحزب وإضعافه، ثم الإطاحة به عبر التشهير بإحدى أيقوناته المعروفات محليا، هنا الضحية هذه المرة هي السياسية أمينة ماء العينين، وذلك بنشر صور لها في باريس مرتدية ملابس لاصقة، ورأس بلا الحجاب الإسلامي الذي ترتديه ما في المغرب.
صحيح أن حزب العدالة والتنمية لم ينجح في حصر الفساد في المغرب وعجز كليا عن المساهمة في تنمية المستوى الاقتصادي والاجتماعي، وانحنى مستسلما أمام أباطرة المغرب، على رأسهم عبد العزيز أخنوش، الرجل المتهم باستغلال رفع الأسعار في المحروقات، ما أدى به إلى ربح 17 مليار سنتيم بطريقة غير قانونية ولا أخلاقية، وفقا لما صرح به عبد الله بوانو، النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية لوسائل إعلام محلية. ولكن الحقيقة هي أن إيدي "بيجيدي" ليست ملطخة بأموال الأخرين، ومع ذلك ، فقد تعرض بعض أبرز أعضائه في الأشهر الأخيرة لهجمات من أنواع مختلفة لمحاولة تسليط الضوء على تناقضاتهم المزعومة بين النشاط العام والخاص.
وأحدث هذه الأحداث هي حالة السياسية أمينة ماء العينين، أبرز نائبة في حزب العدالة والتنمية، القائدة التي تظهر دائما محجبة في المغرب، لكن جريدة الأخبار المغربية نشرت صورة لها في أوائل يناير ، حيث تبدو مع رأس مكشوف وقميص بأكمام قصيرة فاتحة ذراعيها لضم رياح باريس أمام ملهى ليلي "مولان غوج" (الطاحونة الحمراء). ولكن لا أحد يعرف أو يعلم من أي جهة حصلت هذه الصحيفة على هذه الصور، التي طالتها شكوك كثيرة، بالأخص مع توفر أجهزة عالية الجودة في تعديل الصور.
ماء العينين تمتلك إسقاطا كبيرا داخل الحزب، وهي قريبة جدا من عبد الإله بن كيران الذي يعد أكثر الإسلاميين جاذبية في البلاد، ورئيس الحكومة المغربية السابقة إلى أن أبعده الملك محمد السادس من منصبه في مارس 2017.
واستنكر بنكيران في يومه من وجود "التحكّم"، ربما كان يقصد به سطوة "المخزن"، الذي يجثم على أنفاس الشعب المغربي بخلق مناخ سياسي استبدادي، يحاول به أيضا السيطرة على الأحزاب والحكومات وتحويلها إلى بيادق أنيقة الشكل تخدم مصالح البلاط.
من جهة أخرى، كتب سليمان الريسوني، مستشار التحرير في جريدة أخبار اليوم في الدار البيضاء، صحيفة مقربة من عبد الإله بنكيران، الأسبوع الماضي، أن في المغرب عادت من جديد عمليات زرع الممارسات السرية القديمة على غرار تلك التي كانت تحاك في فترة إدريس البصري، الشخصية الأكثر خطورة في فترة حكم الحسن الثاني.
وقال الريسوني أن الهدف من هذا التصرف الشيطاني هو إيداء إمرأة أصبحت مزعجة وسبب إحراج حتى لجزء من أعضاء حزبها. المرأة التي نجحت في بناء الجسور مع الشخصيات العلمانية والتي لم يكن لها موقف أصولي من الحريات الفردية". وتساءل كاتب العمود: "من أين أتت هذه الصور؟ إما أن يكونوا قد اخترقوا هاتفها أو تم إرسالهم من قبل شخص ينوي إلحاق الضرر بالنائبة. على أي حال إنها حقيقة غير قانونية ".
وأخيرا، فإن حزب العدالة والتنمية بالمغرب، الذي قاده آنذاك الزعيم عبد الإله بنكيران، انتهى بفوزه بنتائج قياسية في الانتخابات التشريعية لسنة 2016، على الرغم من الفضائح الجنسية التي رجت قواعده. ويعتقد الفرنسي، جويري أن هذه الجدالات لا تؤدي إلى إضعاف حزب العدالة والتنمية، الذي يرى أعضاؤه أن مثل هذه المحاولات اللادينية واللاأخلاقية إنما يراد بها زعزعة اسقرار البلاد من قبل مجهولين تحركهم قوى خفية لها علاقة بالقصر.