حركة وزير النقل الإيطالي ابتهاجا بتحويل مرسوم جنوة إلى قانون تتسبب في تعليق جلسة برلمانية، وهذا معناها! - الإيطالية نيوز

حركة وزير النقل الإيطالي ابتهاجا بتحويل مرسوم جنوة إلى قانون تتسبب في تعليق جلسة برلمانية، وهذا معناها!


الإيطالية نيوز ـ بعد ثلاثة أشهر من انهيار جسر موراندي ، بات قانونا مرسوم حول جنوة وحالات طوارىء أخرى. النص جرى المصادقة عليه بطريقة نهائية من قبل مجلس الشيوخ مع 167 صوت لفائدة القانون، 47 معارضين له، و53 ممتنعا عن التصويت، بينهم خمسة حركة خمس نجوم.التدبير كان قد مر إلى غرفة البرلمان في الفاتح نوفمبر، بعد جلسة ليلية.

وبعد التصويت، قام وزير النقل والبنيات التحتية، دانيلو طونينيلّي، الذي كان حاضرا في الغرفة، برفع لكمة كإشارة إلى الفوز، مثيرا بذلك احتجاجا قويا من قبل المعارضات. داخل القاعة عمت الفوضى لدرجة أن الرئيسة إليزابيتّا كازيلاتي وجدت نفسها مجبرة على تعليق الجلسة.

طريقة تعبير الوزير الإيطالي، عن حركة خمس نجوم، أغضبت باقي البرلمانيين في المعارضة، لماذا؟ لأن رفع اللكمة عاليا تعبيرا عن النصر والفوز، هو شعار تميز به الشيوعيون. فماهي الشيوعية التي أغضب شعارها برلماني المعارضة في إيطاليا بسبب قانون موراندي؟

الشيوعيّة هي عبارةٌ عن حركةٍ سياسيّةٍ تهدفُ إلى المُساواةِ بين الأفراد في المُجتمعِ الواحد؛ بحيثِ لا يكونَ أيّ فردٍ أفضلُ مِنَ الآخر، فالمُجتمعُ يجمعُ بين أفرادِهِ تحت مِظلّةٍ واحدة. وتُعرفُ الشيوعيّة أيضاً بأنّها مذهبٌ فكريٌّ يسعى إلى تقديمِ المادّة على كل شيءٍ في الحياة، فهو يرفضُ التقيّدَ بالقواعد الدينيّة والاجتماعيّة التي تنظمُ المجتمع، بل يعتمدُ على الاهتمامِ بدور المادّة في إنتاج المجتمع، والفكر الإنسانيّ الخاصّ بالنّاس. 

يعودُ الظّهورُ الأول لمُصطلح وفكرة الشيوعيّة إلى عام 1917م أثناء اندلاع الثّورة البلشفيّة في الأراضيّ الروسيّة، ولقد قام المُفكّر ماركس بوضعِ الأُُسس الخاصّة بها، والتي انتشرتْ بشكلٍ سريعٍ بين العديد من الشّعوب، ممّا أدّى إلى القضاء على الكثيرِ من المُجتمعات، وظهور مجتمعات شيوعيّة قائمةٍ على الأفكار الماديّة البَحتة، وبعد تبنيّ الاتّحاد السوفيتيّ لهذه الحركة الفكريّة استمرّتْ بالانتشارِ بشكل كبير، وخصوصاً ضمن الدّول التي تبنّتْ الأفكار الخاصّة بها، ولكن انتهى وجود الشيوعيّة مع انتهاء وجود الاتّحاد السوفيتيّ في تسعينيات القرن العشرين للميلاد.

للشيوعيّة مجموعةٌ من الخصائص الخاصّة بها، وهي: الغياب التّام لدور الدّولة في فرضِ السّيطرة اللازمة على المجتمع؛ ممّا يُؤدي إلى عدمِ وجود سلطةٍ تساعدُ على تشريع القوانين العامة. الاعتمادُ على الفكر الماديّ، والتّأكيدُ على أنّهُ أساسُ كافّة المُكوّنات الاجتماعيّة. تعتبرُ الشيوعيّة حركةً أُميّة تُحاربُ الرأسماليّة والبرجوازيّة الاجتماعيّة، وترى أنّ نجاحَ المُجتمعات يكونُ في تطبيقِ الدكتاتوريّة الشعبيّة. ترفضُ الشيوعيّة الاعتراف بالقواعد والمبادئ والأُسس الدينيّة، وتُحاول استبدالها بالأفكار الخاصّة بها. تتجنّبُ الشيوعيّة تطبيق الأخلاق، وتعتبرُ أنّها لا تساهمُ في نجاحِ المُجتمع، بل العمل الإنتاجيّ أهمّ منها.