الإيطالية نيوز ـ تعتقد السلطات التركية أن الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي فقد مساره منذ أربعة أيام بعد دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول ، قد قُتل. وقال مسؤول تركي وفقا لما نقلته رويترز إن "أول تقييم للشرطة هو أن خاشقجي قُتل في قنصلية المملكة العربية السعودية في اسطنبول. نعتقد أن عملية اغتياله كانت متعمدة."
وقال موقع تي جي كوم 24 الإيطالي للأخبار أن جمال خافشجي، أحد المتعاونين مع صحيفة واشنطن بوست والناقذ اللاذع لحومة الرياض، تبين اختفاؤه منذ الثلاثاء 2 أكتوبر. ووضّح المصدر:"من الاستنتاجات الأولى ، تعتقد الشرطة التركية أن الصحفي قُتل في القنصلية من قبل فريق جاء خصّيصا إلى اسطنبول وغادر في نفس اليوم". وذكرت الشرطة أن مجموعة من 15 سعوديا قاموا بـ"إياب وذهاب" من اسطنبول يوم الثلاثاء وكانوا في القنصلية في نفس الوقت الذي دخل فيه خاشقجي، الذي ، بحسب المصدر، لم يغادر المقر الدبلوماسي بعد أن دخل إليه.
السعوديون: "نفى مسئول سعودي في القنصلية السعودية، حسبما نقلته وكالة "سبا" للأبناء، جميع الاتهامات، التي قال عنها أنها لا تستند إلى أي أساس منطقي، ودعا إلى تفتيش القنصلية السعودية، قائلا: "تعالوا لتفتيش القنصلية". وقالت وكالة سبا، حسب ما ذكره موقع تي جي كوم 24 الإيطالي واطلعت عليه صحيفة الإيطالية نيوز، أن فريق من المحققين السعوديين يوجد في تركيا، وهو يعمل مع السلطات التركية لحل لغز هذه القضية. من جانب أخر، كتبت خطيبة خاشقجي على حسابها الرسمي على تويتر: "إنني لا أزال أنتظر تأكيد رسمي من الحكومة التركية لكي أستطيع تصديق ذلك".
في المقابل، من جهتها، أكدت الرياض أن جمال خاشقجي غادر القنصلية السعودية في إسطنبول بعد أن عجّل في القيام ببعض المعاملات. في هذا الموضوع، قال ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان في مقابلة مع وكالة بلومبيرج، يوم الجمعة الماضية: "مما فهمته أنه دخل وخرج بعد بضعة دقائق أو بعد ساعة. ولست متأكد من ذلك". الأمير كان قد حث السلطات التركية على "تفتيش" مقر القنصلية "لأنه ليس لدينا ما نخفيه".
خاشقجي وانتقاد الحكومة السعودية ـ هرب خاشقجي إلى الولايات المتحدة العام الماضي خوفًا من اعتقاله بعد انتقاده الشديد لبعض قرارات الأمير سلمان ، خاصة التدخل العسكري السعودي في اليمن. ووفقا لصديقته، ذهب خاشقجي، يوم الثلاثاء، إلى القنصلية في اسطنبول لجمع الوثائق نظرا لزواجهما. وقال أحد أصدقائه ياسين أكتي، وهو عضو في حزب العدالة والتنمية، للحكومة: "كان لديه موعد، لذا عرفوا أنه سيكون هناك فدبروا خطة محكمة لانتقام منه".
وفي يوم الأربعاء استدعت أنقرة السفير السعودي في تركيا وفتحت تحقيقاً في القضية. من جانبها ، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها "لا تستطيع تأكيد" مصير خاشقجي ولكن "متابعة الوضع عن كثب". بدورها، كتبت منظمة مراسلون بلا حدود على موقع تويتر أنه إذا تم تأكيد المعلومات المتعلقة بوفاة الصحفي "فسيكون هذا هجومًا مروعًا ومأساويًا وغير مقبول على الإطلاق ضد حرية الصحافة". وأضاف "كريستوف ديلوار"، الأمين العام لـ "مراسلون بلا حدود" أنه من الممكن أن يكون "جريمة دولة".