الإيطالية نيوز ـ قال الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات السرية البريطانية (MI6)إن جميع الأدلة تشير إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يقف وراء قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ، وأن النظرية القائلة بأن عناصر مارقة في الجيش السعودي كانت مسؤولة عن هذه "الرواية الفاشلة"، حسب ما ذكرته صحيفة "الغارديان".
وقال السيد جون ساورز للهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) بأن تقييمه يستند إلى محادثات مع كبير المسؤلين في قصر وايت هول ـ المقر الرئيسي لإقامة ملوك إنجلترا في لندن في الفترة من عام 1530 إلى عام 1698ـ ومعرفته الجيدة بالمخابرات التركية.
وجاءت هذه التصريحات بعد أن قال دونالد ترامب إنه يفترض أن خاشقجي ، كاتب عمود في الواشنطن بوست ، قد مات ، وأن العواقب المترتبة على المملكة العربية السعودية ستكون "قاسية للغاية" إذا تبيّن أن قادتها أمروا بقتل الصحفي المنشق.
وادعى ساويرز، الذي كان يرأس جهاز المخابرات السرية البريطاني حتى عام 2014، أن ولي العهد قد يكون فعل ذلك فقط إذا كان يعتقد أن لديه ترخيصًا من البيت الأبيض بالتصرف بالطريقة التي يرغب فيها.
وأضاف ساوورس: "أعتقد أن الرئيس ترامب وفريقه الوزاري استيقظوا للإلمام بمدى خطورة هذه الجريمة، التي يعتقد مرتكبوها أنهم سيفلتون من العقاب بحكم أنهم لديهم علاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية".
وواصل الرئيس السابق للمخابرات البريطانية: "إذا ثبت ذلك ، ويبدو من المرجح جداً أن يكون الأمر كذلك، فإن الأمير [محمد بن سلمان] أمر بقتل الصحفي ، فهو خطوة أبعد من اللازم ـ وهي خطوة يتعين على المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الرد عليها."
وذكرت صحيفة الغارديان أن ساورس قال أيضا إن نظرية "العناصر المارقة" المسببة لقتل موت خاشقجي "ببساطة لا تبدو متوافقة وواقعية مع حقيقة الأحداث" بل إنها "تزيد من تقويض الاحترام لأميركا عندما تتحول إلى مثل هذا الخيال الفاضح".
وقال ساويرز إنه يحترم دقة ومهارة أجهزة الاستخبارات التركية: "إن مستوى التفاصيل التي تصدر عن مصادر الأمن التركية واضح إلى حد أنه يجب وجود شكل من أشكال الأدلة التي تورط وقوع الجريمة داخل القنصلية السعودية".
وأشار إلى أن التوترات بين تركيا والسعودية خلال العقد الماضي قد يعني أن تركيا "ستراقب عن كثب ما يجري داخل المكاتب السعودية. ربما يكون قد تم التنصت على القنصلية العامة بطريقة ما، أو ربما كانت هناك أجهزة أخرى استخدمتها الفرقة التي نفذت عملية الاغتيال التي تمكنت من تمكنت إلى حد ما من اعتراض أجهزة النصت التركية.
ومن المرجح أن يتم التعامل مع ملاحظات ساويرز على أنها مثيرة للإحباط في واشنطن.
وتوقع أن يستفيد أفراد العائلة المالكة السعودية ومجتمع الأعمال ورجال الدين المحافظين من مشاركة ولي العهد في تقويضه: "سيكون هناك رد فعل داخل المملكة العربية السعودية لهذا القتل المروع وسيكون هناك بعض التصحيح".
وقالت أيضا الغارديان أن وتقول التقارير في تركيا إن خاشقجي تعرض للقتل الوحشي وتم تشويهه داخل القنصلية من قبل أعضاء في فرقة اغتيالات لها علاقات مع ولي العهد. وقد رفض السعوديون هذه التقارير بأنها لا أساس لها من الصحة، لكنهم لم يشرحوا بعد ما حدث لخاشوغجي ، وهو كاتب عمود مساهم في صحيفة واشنطن بوست، كتب بشكل حاسم عن صعود الأمير محمد إلى السلطة.
وبحسب مصادر بريطانية ، قد تستغرق المملكة العربية السعودية فترة تصل إلى أسبوع لتلقي والاستجابة لتقرير حكومي تركي من المتوقع أن يذكر بشكل مفصَّل كيف قُتل خاشقجي على يد فرقة سعوديّة قوامها 15 فرداً.
وتحاول تركيا استخدام المعلومات الاستخبارية التي جمعتها، ربما عن طريق التنصت، لجمع أدلة أخرى لإثبات نظريتها. في الساعات الأخيرة، يجري البحث في الغابات بضواحي اسطنبول ومدينة تركية أخرى بالقرب من بحر مرمرة ، على بعد 56 ميلا (90 كلم) جنوب اسطنبول.
وسربت تركيا تفاصيل قتل خاشقجي المرعب استناداً إلى تقارير استخباراتية ، لكن وزير الخارجية، مفلوت تشافوشلو ، قال إن المعلومات الاستخبارية، بما في ذلك أي تسجيلات صوتية لم تُعط إلى أي ممثل لدولة أجنبية، مثل مايك بومبيو، وزيرة الخارجية الأمريكية.
من ناحية أخرى، قال وزير خارجية بريطانيا، جيريمي هانت(Jeremy Hunt) لـ(LBC) إنه ستكون هناك "عواقب وخيمة" تضر بالعلاقات البريطانية السعودية في حالة إن كانت التقارير عن قتل الصحفي السعودي المعارض لسياسة السعودية صحيحة، موضحا أن السعودية كانت شريكا استراتيجيا في المعركة لتقييد النظام الإيراني.
ويعتقد أن تركيا قد تمتلك معلومات استخبارية لم يتم الإبلاغ عنها بعد، والتي يمكن أن تذهب إلى أبعد من ذلك في الكشف عن الأفراد المسؤولين عن إعطاء الأمر للعصابة الـ15 بالسفر إلى اسطنبول لقتل خاشقجي. وكانت هناك شائعات بأن ولي العهد سيُطلب منه التنحي كثمن لاستعادة ثقة المستثمرين الأجانب ، لكن الولايات المتحدة قالت أن السعوديين كانوا يستعدون لإلقاء اللوم على اللواء أحمد العسيري للتخطي الورطة وتنظيف أيديهم من دم صحفي سلاحه القلم.
وذكرت الغارديان أيضا أن ضباطا في الجيش السعودي كانوا يزورون لندن بشكل متكرر لإبرام صفقات شراء السلاح وتوضيح السبب وراء تشكيل السعودية لحلف عسكري عربي لإنقاذ الحكومة اليمنية، المعترف بها من الأمم المتحدة، من المتمردين الحوثيين.
وأكدت وزارة الخارجية البريطانية أن المفوض التجاري البريطاني للشرق الأوسط سيمون بيني (Simon Penney) وسفير المملكة المتحدة في المملكة العربية السعودية، سيمون كوليس(Simon Collis)، سوف يحضران مؤتمر الاستثمار المثير للجدل في الرياض الأسبوع المقبل. المؤتمر الذي انسحب منه عدد من السياسيين والمصرفيين ورؤساء وسائل الإعلام.
وكان وزير التجارة البريطاني، ليام فوكس (Liam Fox)، قد انسحب، يوم الخميس، بسبب قضية الصحفي خاشقجي، في حين جرى التأكيد على استمرار حضور "بينّي"، و"كولِّس"، ما يؤكد إحجام المملكة المتحدة عن إلحاق الضرر بعلاقاتها الكاملة مع المملكة العربية السعودية.
وقال العضو في البرلمان البريطاني، جوناتان إدواردس (Jonathan Edwards): "إن إرسال السفير البريطاني في هذا" دافوس في الصحراء "بلا هوادة يظهر مدى اليأس الذي تثيره "حكومة ويستمنستر" في استرضاء الطغاة. وكلاء الدولة البريطانية - سواء أكانوا وزراء أم دبلوماسيين - لا يجب أن يكونوا مؤيدين مؤيدين لشرعية النظام السعودي المارق وجوده."