الإيطالية نيوز ـ بدأت تتحرك في الأونة الأخيرة عدة تيارات سياسية معادية باطنيا لحكومة جوزيبي كونتي بسبب وجود ماتيو سالفيني فيها، الشاب الإيطالي ذو الخبرة الضئيلة في الميدان السياسي الدولي، ما يجعله يخلط هواه الذاتي مع مصالح المنظومة الأوروبية التي تتزعمها فرنسا وألمانيا.
وبالنسبة لأي شخص متابع لتحركات الوزير الأول الإيطالي السابق، سيلفيو برلوسكوني، قد ينتبه إلى محاولة نسج خيوط مؤامرة الهدف منها الإنقلاب سلميا وفي هدوء تام على الحكومة الإيطالية الحالية، نظرا لكثرة المشاكل التي سببها وزير الداخلية الإيطالية ونائب الوزير الأول، سالفيني، بالأخص، في المشادة الأخيرة، في فيينا، مع وزير الخارجية لوكسمبورغ، جيان أسيلبورن بسبب قضية الهجرة والمهاجرين.
المتابع لتدوينات برلوسكوني ولقاءاته مع كبار السياسيين الأوروبيين ووعوده للإيطاليين بالعودة لتشكيل حكومة جديدة تخدم إيطاليا والإيطاليين، ما هو إلا مؤشر على حدوث مفاجأة في الساحة السياسية الإيطالية قريبا. وكان برلسكوني قد قال في تدوينة على تويتر: "إن حزبنا تشينتروديسترا حاضر وموحد..وقريبا سنعود إلى الحكومة لفائدة إيطاليا والإيطاليين". إذن، كيف سيعود برلوسكوني إلى قيادة إيطاليا بعدما بلغ من العمر عتيا؟ وهل يشير بهذا الكلام إلى حدوث مفاجأة سياسية تهز إيطاليا وترضي المجمتع الأوروبي انتقاما من سياسة سالفيني؟.
لنضع كل ما قلناه سابقا خارج هامش الموضوع، ونتمعن قليلا في إشادة رئيس البرلمان الأوروبي، أنتونيو تاجاني"، ببرلوسكوني عند وصفه بـ "السد المانع". كيف؟ قال تاجاني في تغريدة على تويتر وهو يتحدث عن برلوسكوني، الذي التقى به مساء اليوم في بلدة "فيودجي"، بمحافظة "فروزينوني": "إذا لم يكن هناك برلوسكوني كنا قد نتوفر على حزب الشيوعي الإيطالي في الحكومة. نحن كنا سدا مانعا لليسار، وسنكون سدا مانعا أمام حركة خمس نجوم، وهي الحركة التي يتزعمها الآن لويدجي دي مايو، بعد الإطاحة بـ"بيبي غريلّو"، من زعامة الحركة.
بالإضافة إلى ذلك، أكد رئيس البرلمان الأوروبي، تاجاني، اليوم، بأنه لا يهمه البقاء في الحكومة مع كازالينو، الرجل الذي يتقاضى راتبا أعلى من الوزير الأول (169 ألف يورو سنويا غير صافية)، ويعمل رئيس المكتب الإعلامي الخاص برئاسة مجلس النواب، في حين جوزيبي كونتي يتحصل على 114 ألف يورو سنويا غير صافية)، وأن الأول شارك في برنامج تلفزيوني فاضح.
كما لا يهم أنطونيو تاجاني التعامل مع وزير البنية التحتية والنقل، تونينيلي، ووزير العمل والتنمية، لويدجي دي مايو، واصفا ممثلي الحكومة الحالية بـ "الهواة"، الذين لا يهمه البقاء معهم في الحكومة.
وكان برلوسكوني قد قال سابقا بأنه ستأتي قريبا لحظة حمل إلى الساحة صورة جديدة لإيطاليا أخرى عما قريب، خلاف إيطاليا اليوم، التي يمثلها ماتيو سالفيني بدلا من الوزير الأول، كونتي الذي لا يسمع له صوت في أوروبا، وهي إيطاليا، حسب قول برلوسكوني، جادة ومشاركة في العمل الدؤوب، التي لا تؤمن بالأوهام ووالوعود السهلة الصنع، ولكن إيطاليا التي تطلب فقط أن توضع في وضع النمو وإنتاج الخيرات.
بالإضافة إلى ذلك، دعا برلوسكوني إلى تغيير أوروبا مما عليه الآن، إذ قال: "نريد، بل ينبغي علينا تغيير أوروبا، لأننا طرف فيها، لأنها عائلتنا، وثقافتنا ومصيرنا." فمتى تأتي هذه اللحظة لتغييرها؟.