لا ينفك موضوع ما يسمى بـ"دخل المواطنة" يثير جدلا بين المهاجرين كما الشأن بين الإيطاليين، لما يعتقد انه ظلم ضد فئة قليلة خاصة حين تقول بحرمانها من حق المساواة في الحقوق والواجبات.
معظم المهاجرين بإيطاليا لا يعلمون ما هو دخل المواطنة، هذا الذي يتررد على مسامعهم ليل نهار، وحتى إذا سمع عنه البعض فجلهم لا يفهمون مضمونه، وأن المدركون له يقولون بكل صراحة: لا نريد دخل المواطنة هذا، نريد فقط أن تحترمونا وتقدروا أننا "ناس" لهم كرامة وان كنا غير حاملين لجنسية بلدكم، فانا نشتغل ونكد وحاجتنا لدخل الكرامة والإحساس بانا مقبولون أكبر من حاجتنا الى دخل شهري لا يزيدنا إلا حسادا يعتقدون كلما ذكر اسم المهاجرانا نضايقهم ونحاربهم في أرزاقهم، ونضيق على فرصهم.
لا تنفك حكومة الشعبويين المتحالفه مع حزب اليمين المتطرف من إشعال النيران من حولها وإذكاء روح من التفرقة بين المقيمين بإيطاليا، فبعد 100 يوم من تعيينها لم تحقق أي شيئ ملموس سوى جعجعة من الكلام الهدر، والغريب أن الهجرة والمهاجر صارا كالملح في أي قرار أو مشروع تهم بإخراجه للوجود.
ثم، هناك مرسوم "سالفيني" الذي صادقت عليه حكومة إيطاليا الخاص ب "الهجرة والأمن" كما لو أن الهجرة أدى الى انعدام الأمن، الحق وحسب وزير الداخلية السابق "ماركو مينيتي"، لا يوجد أي طوارىء في ايطاليا بخصوص "الأمن".
انما هي بالفعل رغبة في جعل الايطاليين يعتقدون أن هناك شيئ يتغير وأن امنهم يتعلق بتقليل المهاجرين باحصاءهم وطرد غير الشرعيين منهم.
أما القانون الثاني الذي ينتظر أن يثير جدلا أكبر، فيتعلق بمبلغ مالي تلتزم حكومة إيطاليا، كما هو شأن حكومات أوروبية سبقتها، دفعه في حالة انعدام العمل، لتغطية حاجة الفرد وأسرته الى أن يجد عملا جديدا.
لكن لماذا يحرم المهاجر منه؟ خاصة أولئك المقيمون لسنوات طويلة، والذين ساهموا ويساهمون في بقاء إيطاليا دولة غنية؟
لم تكن كلمات وزير الشغل "لويدجي دي مايو" بحرمان المهاجرين من هذا الدخل الا لتطرح السؤال نفسه : هل هناك استهداف للمهاجرين بالضبط؟.
إن دعوى اكتفاء دخل المواطنة على الفقراء فقط من الإيطاليين مردود عليها، فالمهاجر هو الشخص الفقير في إيطاليا، بل ما ترك وطنه أصلا الا بسبب الفقر، ويقبل كل عمل يرفضه الإيطاليون ويزدرونه، دخله قليل، ولكن الكرامة هي التي تدفع غالب المهاجرين للعمل، ودعوكم من مجرم هنا وآخر هناك، فالنسبة الكبيرة من المهاجرين بإيطاليا، يكدون ويعملون، ولا ينتظرون أن تتعطف حكومة يمين متطرف وشعبويين عليهم بدخل المواطنة هذا، والذي سيدفع المهاجرون ثمنه أيضا من جيوبهم، وان لم يكونوا مستحقين له.
المهاجر يريد أن تتركوه يعمل ويشتغل، لا يريد دخل مواطنتكم هذا، طالما تركتموه يشتغل ويعمل، يكد ويجد، بل إنه مستعد لكل ماتطلبون، شرط أن تقدروه فالمهاجر يريد الإحترام والعيش بكرامة، لا "دخل المواطنة".
نقلا عن صحيفة المهاجر بريس بترخيص