كلمة رئيس وفد دولة ليبيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

السبت، 29 سبتمبر 2018

كلمة رئيس وفد دولة ليبيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة



قال الوزير محمد سيالة رئيس وفد دولة ليبيا إلى إجتماعات الدورة الثالثة و السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة خلال مشاركته يوم الاثنين الماضي في الإجتماع رفيع المستوى المعنون ب{ قمة نيلسون مانديلا للسلام } 

"بسم الله الرحمن الرحيم 

السيدة الرئيس ،،،
أصحاب الفخامة و المعالي ،،،
السيد الأمين العام ،،،
السيدات والسادة الحضور ،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

         يطيب لي في البداية، أن أتقدم بأسم حكومة بلادي بخالص الشكر والتقدير لرئيس الجمعية العامة على عقد هذا الاجتماع الرفيع المستوى والمعنون "قمة نيلسون مانديلا للسلام" المقرر من قبل أعضاء الجمعية العامة بتاريخ 23 يناير 2018، والوارد في الوثيقة رقم A/RES/72/243.

      السيد الرئيس ،،،، 
      لم يحصل مثل هذا الإجماع العالمي على أهمية ومكانة شخصية معاصرة، كما الحال مع الزعيم الراحل "نيلسون مانديلا - ماديبا"، ولم يأت هذا الاهتمام بهذه الشخصية المرموقة من فراغ، فقد كان تاريخ مانديلا حافل بالتضحيات، والمنجزات، والتغيرات الدراماتيكية.

      ولعل أهم أنجاز يُثبت لهذا الزعيم هو تبنية لثقافة التسامح، وتحويلها كقوة دافعة إلى الأمام- ما احوجنا إليها في أيامنا هذه ، حتى وصف بأيقونة السلام والتسامح، وأعتبر رمزاً من رموز الحرية ، وهذا ما تجسد في المرحلة الأنتقالية التي مرت بها دولة جنوب افريقيا .

      إن الزمان لايجود كثيراً بالقادة العظام، والتاريخ لا يحركة إلا أولئك الذين امتلكوا الشجاعة والصلابة وقوة العزيمة والصبر، والقدرة على التضحية ورؤية الأمور  على غير ما اعتاد أن يراها الأخرين.
لقد فقدت الإنسامية واحداً من أولئك القادة العظام وهو نيلسون مانديلا الذي عمر ليعيش قرناً إلا نيفاً 1918 حتى 2013.

     السيدات والسادة الحضور ،،،
      كما نعلم جميعاً أن "ماديبا" لم يضع نفسه فوق مصالح شعبه، بل عمل وسعى بكل ما بوسعه لضمان تغيير واستمرارية ما فيه خير للصالح العام ، بعد أن رسخ جذور وآليات المصالحة الوطنية بين مختلف الأجناس والأعراق، فلم يسمح بتحييد أو ظلم الأقلية البيضاء التي سيطرت على وطنه لقرون طويلة، ولم يعاملها بمثل ما عاملت به الأغلبية أثناء سيطرتها على زمام الأمور، فكان لمنديلا مسعى ضميري إنساني حي ومبادئ ثابتة لتحسين حياة الجماهير والعامة دون تمييز يُذكر ،كما كرس مفهوم أن القيادة هي الخدمة، ولا بد أن تأتي مع الخدمة التضحية ، وهي نقل السلطة للآخرين وعدم تهميشهم، 
وإن اشراك المجتمع في الحياة السياسية سيجعل منها رائدة ومتقدمة.

     السيد الرئيس،،،
     لبلدي تقدير خاص لهذا الزعيم الافريقي حيث لم يكون نضاله حكراً على بلده الأم "جنوب أفريقيا" فقط بل كان يشعر بمعاناة وغبن كل الشعوب وعلى رأسها الشعب الأفريقي، لهذا كرمت بلادي نيلسون مانديلا في الوقت الذي كان يتنكر له الجميع وكان ذلك في عام 1989 ، وفي المقابل وقف مانديلا موقفاً عظيماً وقوياً مع قضايا بلادي وساهم بشكل فعال في أنهاء حصار كان يؤثر على الشعب الليبي العربي الافريقي.

   السيد الرئيس،،،
   سوف يبقى إرث مانديلا خالداً على مر الأجيال في أفريقيا والعالم أجمع ، وتظل حياته الحافلة بالنضال السياسي والتضحية بالنفس مثلاً يحتذي للملايين في مختلف ارجاء المعمورة، آمل أن نأخذ جميعاً الوقت لرؤية إلى أى مدى ألهمت حياة مانديلا حياتنا ومدى تأثيرها على حياة الأجيال القادمة، ومن بينها الجيل القادم من القادة الذي مازال أمامه الكثير رغم أن مانديلا ترك وراءه عالماً أكثر عدالة وأكثر حرية .دعونا نلتزم بالمضي قدماً نحو رؤيته للوحدة والمصالحة والسلام العالمي والتنمية والازدهار وحياة أفضل للجميع .

شكرا السيد الرئيس"