الإيطالية نيوز ـ لقي "منشورا" من تأليف فتاة إيطالية انتشارا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي، تحكي فيه قصة واقعية حدثت في الأسبوع الأخير في قسم للمستعجلات، بمدينة نابولي عاصمة إقليم كامبانيا.
الفتاة الإيطالية، وإسمها (Maria Prisco)، بينما كانت رفقة والدها في قسم المستعجلات عاشت مشهدا عنصريا بامتياز تحررت فيه اللاإنسانية من القيود وقتلت خلاله العاطفة الإنسانية.
"مريا بريسكو تروي :"اليوم، في قسم الطوارىء، التقيت هذه المرأة، في Ahilim، مع إبنها بلال. هي لا تتحدث الإيطالية، ولكن تفهمها. انتظرت قرابة 3 ساعات قبل أن يتم فحصها، ذهبت عند عامل هناك لتشكو له التأخر في تقديم العلاج لها، فقال عامل أخر لزميله الذي يتحدث معها:
(aeeee chest nun capisc, fall aspettà la e po s ver) "هذه لا تفهم، دعها تنتظر قليلا هناك وبعد سنرى"؛ إلى الأشخاص الذين يحكمون على القدمين المتسختين للطفل، الذي كان يتألم بسبب سقوط، إلى الرجال الذين كانوا يتكلمون عنها في حضورها كما لو تكن هي موجودة، وهم يهينونها، أولا لكونها امرأة، ثم لأنها أم.
بلال، إلى حد ما شرع في البكاء، ثم قال كلمة مثل "mella". لم أكن رأيت أبي لبعض الدقائق، إلى أن دنا بلال منا فقال له أبي: "أتريد الحلوى"؟ (Caramella) لا تبكي. أحضرتها له بأذواق مختلفة، لا أعرف كيف ينالون إعجابك".
لا أعرف كيف فهم ذلك بلال، ولكنه أخد الحلوى، ووضع قبلة على ذراع أبي، أكل منها ثلاثة دفعة واحدة ونام بين ذراعي أم نظراتها تكسوها الإهانة وتعلن الاستسلام لعالم أصبح خال من الإنسانية.
نحن نكافح من أجل حل مشكلة الأمية الإنتقائية، ولكن حسب رأيي، الشيء الذي يعتبر أكثر خطورة هو الأمية العاطفية، التي يبدو أنها تصيب العديد من الأشخاص مثل الوباء، ويمكن محاربتها عن طريق قراءة القصائد والروايات بتأمل، بطريقة تربي في داخلنا الجمال والتعاطف. وأيضا لمحاربة الأمية العاطفية، يجب حب الأطفال منذ أن يكونوا صغارا وتلقينهم كيف يحبون الأخر. أستطيع تقبل الأفكار السياسية للأخرين، ولكن لن أتقبل أبدا، في أي مكان، بأن يكون أمام معاناة الأخر مستوى من اللامبالاة، والكراهية، الخوف غير المبرر، الذي وجدته اليوم في ذلك قسم المستعجلات.
آه نعم، على أي، قبل أن نغادر، حمل بلال الحلوى إلى أبي وقال: "أنت أيضا".
يجب أن نربي العالم على الحب وأيضا إلى ذلك الذي هو أنت.