إبراهيم حجي: "بسبب عبثنا المستمر نضع السوط في أيدي "ليغانورد" لجلدنا" - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الاثنين، 27 أغسطس 2018

إبراهيم حجي: "بسبب عبثنا المستمر نضع السوط في أيدي "ليغانورد" لجلدنا"


بقلم إبراهيم حجي، ميلانو
نشر وزير الداخلية الايطالي ونائب رئيس الوزراء "ماتيو سالفيني" على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك رسالة إلى المسلمين في ايطاليا وجاء فيها : "اليوم في جميع انحاء إيطاليا يحتفل المسلمون بعيد الاضحى، والذي يعني التضحية بحيوان اي (ذبحه) ، في نابولي هذا الخروف قمنا بحمايته في اللحظات الأخيرة، ولكن في بقية البلاد ذبحت مئات الآلاف من الحيوانات دون رحمة. سؤالي لكم: هل من الطبيعي بالنسبة لكم ان تجعلوا الحيوانات تعاني هكذا ؟ بالنسبة لي لا"
ارفق سالفيني مع رسالته فيديو لاحد المقيمين الأجانب يجر خروف في عربة اطفال وصوت لمواطن إيطالي يبدو انه من صوّر هذا الفيديو يقول: -اتصلت بالبوليس.. هذه جريمة، انت تعذب حيوان ، لا يجب التجول بين الناس بهذه الطريقة!! وردت عليه احدى النساء تقول له : -نحن نفعل هذا في أعيادنا ليرد الإيطالي عليها : -هنا غير مسموح ..في إيطاليا لا نعذب الحيوانات لينضم الى هذا المواطن سيدة ايطالية يبدو من لهجتها انها هي الاخرى من نابولي تقول:
رسالة وزير الداخلية الإيطالي اقل ما توصف به انها "خطاب كراهية ضد المسلمين وتعميم مجحف وغير منطقي"، تكفّل بالرد عليه الكثير من الإيطاليين وذكروه بما يحدث من مخالفات تم توثيقها داخل المجازر الإيطالية وما يفعله البعض في عيد القيامة "Pasqua” ما يعرف بذبيحة القربان المقدس..بل ومايحدث من جرائم ضد الانسان باسلحة تبيعها إيطاليا للجماعات المسلحة وللأنظمة الديكتاتورية وبرامج التجسس التي تخترق حياة الناس وخصوصياتهم خاصة النشطاء والمعارضين.
انت محق يا عزيزي وانا ايضا شاهدة ..كيف يسمح لهم بفعلٍ كهذا؟ " محاولات سالفيني إلصاق الفعل السلبي بمقيم اجنبي وإدعاؤه الرفق بالحيوان وليس التذكير بالقواعد الصحية هو امر مردود عليه، فممارسات الافراد وتوجيههم لا يقتضي ابداً اعتبار الممارسة الدينية تجرح الهوية الإيطالية خصوصاً وان الاغلبية العظمى من المسلمين لا تفعل هذا وبالتالي غير مقبول وصم ثقافة امّه او معتقد بفعل فردي لا ينسحب على الأكثرية ولكن ماذا نقول يا سادة امام هذا الفكر العفن والتنطع اليميني العنصري القبيح.
ايطاليا بحال بلاد كثيرة تمر بمشاكل داخلية، كما ان تركيبة المجتمع الإيطالي معقدة ومازالت تمر بمراحل صعود وهبوط ، الحرية الدينية مكفولة في الدستور الايطالي ولكن مازال هناك لبس قانوني واجتماعي فيما يتعلق بممارسة الطقوس الدينية علاوة على ارتفاع اسهم الفكر اليميني المتطرف. فهل تشاركني الرأي بأن ما حدث في نابولي هو حماقه وتصرّف غير مسؤول؟! .. هل سمعت كذلك عن حادثة مدينة لوانو -ساڤونا- حيث ضبطت قوات الدرك الايطالية مجموعة من العرب يقومون بعمليات ذبح لاضحيات دون مراعاة لقواعد النظافة المعمول بها في القانون؟ هل سمعت عن توقيف الشرطة لاثنين من اصول عربية قاموا بذبح اضحيات بشكل مخالف للقانون في قرية ألانيا بالقرب من بافيا ؟ وتكررت نفس الحادثة بالقرب من فيرارا.
أود كذلك توجيه الحديث إلى المهاجرين من ابناء الجالية العربية هنا:

الكثير منا كمهاجرين مازال غير مدرك بأن الموقف تجاه الاجانب في إيطاليا تغير تماماً .. والدليل على ذلك هو وجود أمثال سالفيني في سدة الحكم، وطبقاً لمؤشرات بعض وسائل الاعلام انه حالياً الرجل الاقوى والاكثر شعبية في ايطاليا.. هذا الوزير الذي بنى حملته الانتخابية على معادة المهاجرين، وكان واضحاً في كثير من خطاباته ما يكنّه للمسلمين والعرب، على مدار السنوات الماضية سالفيني اتخذ منهج التصيّد لكل الحالات التي تخص الاجانب عموما والعرب والأفريقيين خصوصاً ، وزادت وتيرة التصيّد بعد صعوده للحكم لانه ادرك جيداً ان هذه الطريقة تزيد من شعبيته وتجعل الناس تلتف من حوله ..وبالطبع هذا يعكس المزاج العام للمجتمع الإيطالي، مع الاخذ في الاعتبار ان مشكلة الاجانب كبيرة ومتشعبه ولا تقتصر على مجرد ركوب الناس لقوارب الموت والوصول إلى إيطاليا، بل هناك مسؤولية على الاتحاد الاوروبي والتزامات باعادة توزيع طالبي اللجوء على باقي دول الاتحاد لم يوفِ احد بها حتى الآن ، وهناك حالات لتورط بعض المسؤولين داخل الحكومة الايطالية في سرقة اموال المهاجرين "مافيا العاصمة" ومشاكل بعض المؤسسات التي تستقبل اللاجئيين حيث ان الدولة عاجزة عن مُراقبة مراكز الاستقبال بشكل كاف.. وهناك عناصر وخلايا متطرفة عبرت من البحر الى داخل البلاد كانت تخطط لاعمال ارهابية تم تفكيكها واستبعادها من إيطاليا ، ناهيك عن عصابات الاتجار بالبشر التي تتخذ من ايطاليا مقراً لها، هذا غيض من فيض وماخفي كان اعظم..اذن مشكلة الاجانب حقاً كبيرة والحقيقة ان المسؤولية تقع بالأساس على السلطات الايطالية والقوانين والتشريعات المليئة بالثغرات التي تسمح بالالتفاف عليها، لانه ببساطة تجربة برامج الهجرة و دمج الاجانب معمول بها منذ عقود في كثير من الدول المحترمة وهي هي نفس الجنسيات ونفس نوعية الأجانب ، لم يتجاوزوا القوانين ولا هم منبوذون لان هناك رقابة على الجميع مواطنين وأجانب وهذا ما نتمناه بالطبع في إيطاليا بلدنا الثّاني.. انا هنا معني بتنبيه المهاجر الذي لم يصله بعد ان هذه التجاوزات اصبحت جزء من دعايا انتخابية وجزء من خطاب كراهية ناجح بامتياز وللاسف العرب والأفريقيين اصحاب النصيب الاكبر من هذه الحفلة.. فهذه الافعال التي لا تلقي لها بالاً في الأماكن العامّة وتطالب المجتمع الإيطالي بتقبلها من باب ان هذه حرية ،ضررها اكبر على عوام الناس في توقيت حرج وموقف متأزم. كم مره حدثك صديق إيطالي عن جار مسلم يذبح اضحية في حمام بيته ويجعل رائحة الدم تجوب ارجاء المبنى السكني؟ كم مرة حدثك ايطالي عن جيرانه المسلمين الذين يقومون قبل الفجر في رمضان بالطبخ وتشغيل القرآن بصوت عالي؟ انا متفهم ان ذابح الاضحية يبحث عن فرحة العيد التي يفتقدها هو واسرته ولكن الاستسهال وتجاوز القانون المعمول به هو خطأ يجب تصحيحه ويتطلب الالتزام بالذبح من خلال المذابح المرخصة كحال دول اوروبية كثيرة ، كما يتطلب من مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الاسلامية وادارات المساجد خلق بدائل وايجاد حلول وبذل جهد توجيهي لابناء الجالية مثلما يفعلون اثناء جمع التبرعات من جيوب المُسلمين . ونقدر محاولات البعض لانتزاع هذا الحق من المحاكم الاوروبية بحرية ممارسة الطقوس الدينية بما لا يتعارض مع طبيعة الدول الاوروبية . واود ان اذكر ان الدول العربية توجد بها تشريعات تمنع وتعاقب ذابح الأضحية في الشوارع على اعين الناس بعقوبة تصل للسجن، لان هذا غير طبيعي وغير آدمي . فمن وجهة نظري التي لا الزم بها احد لا اري في هذا الطقس اي عبادة بل هي عادة يمكن الاستغناء عنها "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم.. وبشر المحسنين" اخيراً اقول لبعض المهاجرين الذين يظنون انهم في مأمن من هذا المد اليميني العنصري وخطاب الكراهية المتزايد لانهم يحملون الجنسية او الاقامات المفتوحة : "أُكلتُ يوم أُكل الثور الابيض" إن اتحاد الجالية والاجانب في إيطاليا بشكل عام اصبح شرط واجب وضرورة مُلحة من باب الإحسان الى بلدنا الثاني ايطاليا وحمايتها من اي فكر عنصري او متطرف يهدد سلامة المجتمع.