سانكارا: "بإمكان الشعوب الإفريقية العيش في الرفاهية وتفادي الهجرة مع القضاء على ديون المستعمر الجديد" - الإيطالية نيوز

سانكارا: "بإمكان الشعوب الإفريقية العيش في الرفاهية وتفادي الهجرة مع القضاء على ديون المستعمر الجديد"

توماس سانكارا
الإيطالية نيوز ـ يتبنى توماس سانكارا ، الرئيس البوركينابي السابق، أفكارا محددة للغاية من أجل جعل الشعوب الإفريقية تعيش في ازدهار داخل أراضيها من دون الحاجة لشيء من أي شخص أو جهة. ولكن الأوربيون قاموا بمنعه من إنجازها، وبالتحديد، شخص ما من حلفاء أوروبا، وهو شخص حتى اليوم، غسل يديه عن مشكل الهجرة.

"بلدنا ينتج الغذاء لإطعام جميع البوركينابيين. ولكن، بسبب سوء تنظيمنا، نحن مضطرون إلى بسط اليد للحصول على مساعدات غذائية، التي هي ستكون عرقلة، التي بها يريدون عادة إدخال فكرة"المتسول" إلى أذهاننا. الكثير من الناس يطلبون أين هي الإمبريالية: أنظروا إلى الأطباق التي تأكلون فيها، وإلى حبوب الأرز المستورد، والذرة، هذه هي الإمبريالية. ليس هناك ثمة حاجة إلى النظر أبعد من ذلك"

"بالنسبة للإمبريالية، من الأهم أن نسيطر ثقافيا أكثر من نفعل ذلك عسكريا. الهيمنة الثقافية هي الأكثر مرونة، والأكثر فعالية، والأقلّ تكلفة. لذا، مهمتنا الرئيسية تتأسس على إنهاء إستعمار عقليتنا"

"نحن نظن بأن الدين يتم تحليله قبل كل شي من أصله. ولكن، أدعم فكرة أن أصل الديون يرجع إلى أصول الاستعمار. أما أولئك الذين أقرضونا المال، هم نفسهم من كانوا استعمرونا. أيضا هم نفسهم من كان يدير دولنا واقتصاداتنا. هم المحتلون الذين يقهرون أفريقيا بممولين دوليين، الذين كانوا سواء إخوتهم أو أبناء عمومتهم. أما نحن، لاعلاقة لنا إطلاقا بهذه القروض. إذن، لن نستطيع دفعها. القرض لا يزال بمثابة الاستعمار الجديد، إذ مع المستعمرين المتحولين إلى مساعدين تقنيين، بالأحرى، كان علي أن أقول، إلى «قتلة تقنيين".

"إن الديون في شكلها الحالي، المراقبة والمسيطر عليها من قبل الإمبريالية، هي غزو لإفريقيا بطريقة منظمة عن علم، بطريقة تجعل زيادتها ونموها تتوافق مع القوانين التي هي، في نظرنا، غريبة تماما، يعني بطريقة تجعل كل شخص منا عبدا مدينا ماليا لشخص أخر، باختصار وبطريقة صريحة عبد لأولئك الذين سنحت لهم الفرصة والذكاء والذهاء أن يستثمروا عندنا مع ضضرورة الالتزام بالسداد. يقولون لنا تسديد الديون. طيب، إنها ليست مشكلة أخلاقية، لأن تسديد الدين من عدمه ليس مشكلة شرف. سيدي الرئيس، سمعنا وصفقنا من قبل للوزير الأول النرويجية التي تحدثت هنا. قلتُ، أنت الأوروبية، بأن الدين لا يمكن تسديده كاملا. والدين لا يمكن تسديده قبل  كل شيء لأن إذا نحن دفعنا، فإن ممولينا لن يموتون، نحن متأكدون من ذلك، ولكن سنكون نحن من يموت، ونحن متأكدون من ذلك أيضا"

"لا يمكننا سداد الدين لأننا لسنا مضطرين للدفع. لا يمكننا سداد الديون لأننا لسنا مسؤولين عنها. لا يمكننا أن ندفع الديون لأن، على العكس، الأخرون مدينون لنا بما لا يمكن للثروات الكبرى أن تسدده: الديون هي الدم، إنه دمنا الذي حدث إراقته".

المصدر: il mediterraneo


نبدة عن توماس سانكارا وإنجزاته
توماس ايزيدور نويل سانكارا(21 ديسمبر1949-15 اكتوبر 1987) كان رائد في الجيش البوركيني ومناضل وقائد ثوري شيوعي ورئيس جمهورية بوركينا فاسو من عام 1983 إلى عام 1987، ينظر إليه على أنه شخصية ثورية كاريزمية ويلقب بـ(تشي جيفارا افريقيا) سانكارا استولى على السلطة في إنقلاب لقي تأييدا شعبياً عام 1983، كان هدفة يتمثل في القضاء على الفساد وهيمنة القوة الفرنسية المستعمرة  لدى وصولة للسلطة عمل على تحقيق برامج إقتصادية طموحة وركز على التغيير الإجتماعي والاعتماد على الذات ، قام بإعادة تسمية البلاد من فولتا العليا إلى بوركينا فاسو (أرض الرجال النزهاء). سياسته الخارجية كانت تتمحور حول مناهضة الامبريالية مع تجنب المساعدات الخارجية وتجنب سلطة ونفوذ صندوق النقد الدولي أما سياسته الداخلية تركزت على منع المجاعة مع الإكتفاء الذاتي الزراعي وإصلاح الأراضي، وإعطاء الأولوية للتعليم بحملة لمحو الأمية في جميع أنحاء البلاد، وتعزيز الصحة العامة عن طريق تطعيم 2.5 مليون طفل ضد التهاب السحايا، والحمى الصفراء والحصبة ، إضافة إلى برنامج غرس 10 مليون شجرة من أجل إيقاف التصحر والذي يعد الأول من نوعة في تاريخ افريقيا، فضلاً عن الإكتفاء الذاتي حيث أصبحت بوركينا فاسو أول دولة في تاريخ افريقيا مكتفية ذاتياً مع وجود فائض في الإنتاج اضافة إلى تشييد مئات الكيلومترات من الطرق والسكك الحديدية من اجل ربط سكان الريف مع المدن ، وانشاء مئات القرى مع مستوصف ومدرسة لكل قرية اضافة إلى التزامة بحقوق المرأة حيث يعد الرئيس الأول في تاريخ افريقيا الذي منع ختان الاناث وزواج القاصرات وقام بتعيين نساء في المناصب الحكومية العليا ، وقد تأثر سانكارا إلى حد بعيد بتشي جيفارا وبالثورة الكوبية حيث قام بانشاء محاكم ثورية على غرار تلك الموجودة في كوبا لمحاكمة الفاسديين ومبذري المال العام ، برامجة الثورية للاعتماد على الذات جعلت منة رمزاً لفقراء افريقيا ، لكن في نفس الوقت كان هناك نفور من سياساتة بالنسبة لزعماء القبائل الذي فقدوا امتيازاتهم القديمة والذين كانوا اليد العليا في افريقيا اضافة إلى وقوف زعماء الدول الأفريقية ضدة خوفاً من انتشار افكارة الثورية التي تهدد مصالحهم إلى بقية الدول الأفريقية فتحالفو مع فرنسا التي سئمت من سنكارا بسبب شعاراتة المناهضة للامبريالية ، وخططو للاطاحة بة عن طريق كومباوري صديق سنكارا ورفيقة الذي خانة وتعاون مع المخابرات الفرنسية حيث قام بانقلاب على سانكارا وقتله عام 1987 ، وقبل وفاتة بأسبوع قال سنكارا(يمكن قتل الثوار لكن أفكارهم لا تقتل)