كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن موافقة أغلب قادة الدول العربية على صفقة السلام في الشرق الأوسط، التي تُعرف بـ"صفقة القرن"، مؤكدة أن القادة العرب طلبوا من الولايات المتحدة، بصفتها عرابة الصفقة، عدم الكشف عن ذلك؛ لما قد تسببه من أضرار على الاستقرار الإقليمي.
وبحسب مسؤولين فلسطينيين تحدثوا للصحيفة العبرية، فإن الدول العربية التي وافقت على صفقة القرن، طلبت من البيت الأبيض عدم الكشف عن خطة السلام التي يقودها صهر الرئيس دونالد ترامب، جاريد كوشنير، وكبير المستشارين.
وقال مسؤول فلسطيني بارز للصحيفة، إن ممثلي الدول العربية حذروا أعضاء في وفد الولايات المتحدة للشرق الأوسط من تداعيات تفاصيل صفقة القرن، مؤكدين أن بلدانهم تتعامل مع تحديات داخلية كبيرة بسبب الحرب السورية والتدخل الإيراني في المنطقة، ومن ثم فإن الكشف عن صفقة لا تلبي التطلعات الفلسطينية يمكن أن يزيد من حدة التوتر في الشرق الأوسط.
وأضاف المسؤول الفلسطيني: "مصر تعاني من مشاكلها الداخلية، إلى جانب مكافحة الإرهاب في سيناء؛ والأردن يتعامل مع العديد من الصعوبات على الجبهة الداخلية، وتداعيات الحرب السورية كبيرة عليه، والسعودية تواجه تحديات حرب اليمن، وتدخلات إيران في المنطقة".
وتابع: "إذا كانت إدارة ترامب تعتزم تقديم خطة لدولة فلسطينية بدون القدس وبدون حق العودة فسيكون زلزالاً، وسيقوض استقرار المنطقة بأكملها وليس هناك دولة على استعداد لذلك".
وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن هذا يفسر تركيز الأطراف على قطاع غزة والسعي من أجل تعزيز المشروعات في القطاع بهدف تحسين الأوضاع الإنسانية، والتي من شأنها أن تمنع الانهيار .
وتسعى الولايات المتحدة لجمع مئات الملايين من الدولارات من دول الخليج بهدف العمل على تحسين الأوضاع في قطاع غزة، وأعربت السلطة الفلسطينية عن معارضتها لخطة السلام، التي قالت عنها إنها تهدف للفصل بين غزة والضفة الغربية.
ودخل مصطلح "صفقة القرن" دائرة التداول منذ تولي ترامب منصب الرئاسة، وبدأت تفاصيلها تتسرّب إلى وسائل الإعلام بعد زيارات كوشنير وفريقه إلى عواصم إقليمية تعتبرها واشنطن أهم أدوات الترويج للصفقة، من بينها الرياض والقاهرة وتل أبيب.
وبحسب بعض المصادر الإعلامية، فإن الصفقة تتضمّن إقامة دولة فلسطينية تشتمل أراضيها على قطاع غزة والمنطقتين "أ" و"ب" وبعض أجزاء من منطقة "ج" في الضفة الغربية.
كما تتضمّن تأجيل وضع مدينة القدس وعودة اللاجئين إلى مفاوضات لاحقة، والبدء بمحادثات سلام إقليمية بين دولة الاحتلال الإسرائيلي والدول العربية بقيادة السعودية.