قال ملك المغرب، محمد السادس، إن القدس بحاجة إلى حشد جهود دبلوماسية لاستصدار قرارات دولية ملزمة تحمي المدينة وتحافظ على طابعها الروحي والحضاري والقانوني.
وافتتحت، يوم الثلاثاء بالرباط، أشغال المؤتمر الدولي الخامس حول القدس الذي تنظمه اللجنة الأممية المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه غير القابلة للتصرف في موضوع "القضية الفلسطينية بعد 50 عاما من الاحتلال و25 عاما على اتفاقات أوسلو".
وتميزت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بتلاوة رسالة ملك المغرب الموجهة إلى المشاركين في هذا اللقاء الدولي، والتي تلاها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة.
ويشارك في المؤتمر الذي يمتد على مدى ثلاثة أيام الأمين العام المساعد للشؤون السياسية بالأمم المتحدة، ميروسلاف جنكا، والأمين العام المساعد لمنظمة المؤتمر الإسلامي السيد سمير بكر، والسيد محمد اشتية ممثل دولة فلسطين، ورئيس اللجنة الاممية المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، السيد فودي سيك. وسينكب المشاركون في المؤتمر على تقييم مسار أوسلو واستشراف آفاق الحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وينعقد المؤتمر في سياق ظرفية دولية وإقليمية معقدة أثرت بشكل كبير على مستقبل القضية الفلسطينية، خاصة منذ توقف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وينبع اختيار المغرب كأول بلد عربي يحتضن مؤتمرا دوليا حول القدس من الثقة والتقدير اللذين يكنهما المجتمع الدولي للدور الريادي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، في نصرة القضية الفلسطينية والمبادرات الملموسة التي يقوم بها جلالته على أرض الواقع للدفاع عن القدس ودعم صمود المقدسيين. كما أن اختيار المغرب يكرس دور المملكة في قضايا الشرق الأوسط انطلاقا من روح المسؤولية والالتزام بالشرعية الدولية.
ويشكل المؤتمر مناسبة أيضا لتجديد المغرب لموقفه الثابت والموصول للحفاظ على مبدأ حل الدولتين باعتباره خيارا استراتيجيا، بما يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967، وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي ومبادرة السلام العربية، وتأكيد الموقف الثابت للمملكة المغربية من قضية القدس والمتمثل في رفض أية إجراأت أحادية تطال المدينة المقدسة واعتبار تلك الإجراأت غير قانونية وباطلة الأثر، على اعتبار أن القدس أرض محتلة مشمولة بمجموعة من القرارات الدولية.