أنهى الإيطالي "جان لويدجي بوفون" أسطورة يوفنتوس ومنتخب إيطاليا، الخميس مسيرته مع النادي والمنتخب، رغم عدم توضيحه ما إذا كان سيستمر في اللعب أم سيعتزل بشكل نهائي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد بمدينة يوفنتوس الرياضية في أليانز ستاديوم بتورينو شمالي إيطاليا، حيث أوضح متأثرا أنه اتخذ هذا القرار بهدوء، و مقتنعا بأن هذا التوقيت هو الأمثل للرحيل.
وتنتهي رحلة بوفون مع الـ(بيانكونيري) السبت المقبل في مباراة هيلاس فيرونا في آخر جولات الـ(سيري A)، وهي المباراة التي ستشهد تقديم الثنائية المحلية لقب الدوري (سكوديتو) وكأس إيطاليا للجمهور.
وأصاب الحارس المخضرم النجاح على مدار مسيرته التي بدأت في صفوف بارما الذي حصد معه لقب كأس الاتحاد الأوروبي عام 1999 ، قبل أن ينتقل إلى اليوفي ليمضي معه 17 عاما منذ 2001.
وتحول بوفون لأحد الأعمدة الرئيسية منذ بداياته بالنسبة لبارما والـ(آتزوري) الذي ارتدى قميصه الأزرق المميز للمرة الأولى في 29 أكتوبر 1997 بينما كان عمره 19 عاما.
الخطاب التاريخي للرجل التاريخي بوفون والذي أعلن فيه رحيله عن اليوفنتوس بعد قصة غرام دامت 17 عاما وذلك في يوم الخميس الموافق 17 مايو الساعة 11:30 صباحا بتوقيت إيطاليا قبل الجولة الأخيرة من موسم 2017/2018 ضد هيلاس فيرونا 💔— Naif (@Naifale10) 18 maggio 2018
الكلمة الإفتتاحية للرئيس أنيللي
1/6 pic.twitter.com/inf6hco8Sy
وكانت هذه هي أول مباراة من إجمالي 176 لقاء دوليا خاضها بوفون مع المنتخب الإيطالي، في رقم قياسي على المستوى الأوروبي والعالمي أيضا رغم أن المصري أحمد حسن يتفوق عليه حيث يحمل في جعبته 184 مباراة.
وبعد تحقيقه ثلاثة ألقاب دوري ولقب كأس إيطاليا ولقب كأس السوبر الإيطالي إضافة إلى كأس الاتحاد الأوروبي، حصد بوفون مع اليوفي تسعة ألقاب سكوديتو، وأربعة ألقاب كأس إيطاليا، وخمسة لكأس السوبر المحلي.
وعلاوة على كل ذلك، لا يجب إغفال كأس العالم الذي فاز به مع منتخب إيطاليا عام 2006 في ألمانيا، بعد التغلب على فرنسا- الغريم التاريخي للآتزوري- بركلات الترجيح.
وبعيدا عن البطولات، فقد صنع بوفون لنفسه سمعة عالمية بفضل روح القيادة والولاء، الأمر الذي لا يعترف به زملاءه في الفريق فحسب بل والمنافسين أيضا.
لكن مسيرة (جيجي) شهدت لحظات مريرة أيضا، كانت ذروتها في موسمه الأخير؛ الأولى مع اليوفي والثانية مع المنتخب الإيطالي.
وينحي الحارس المخضرم قفازيه جانبا دون أن يستطيع رفع كأس دوري الأبطال، اللقب الوحيد الذي ينقص خزائنه، رغم وصوله للنهائي في ثلاث مرات أعوام 2003 و2015 و2017.
وكان الإحباط الأوروبي الأول في نهائي التشامبيونز على يد الميلان بركلات الترجيح عام 2003 ، بينما تكفل برشلونة تحت إمرة لويس إنريكي وريال مدريد بقيادة زين الدين زيدان، بحرمان اليوفي من ذات الأذنين في نسختي 2015 و2017.
وهذا العام، وفي آخر فرصة له كي يحقق حلمه، اصطدم بوفون مجددا بريال مدريد واضطر لأن يودع البطولة بأقسى طريقة ممكنة وهي الطرد في الثواني الأخيرة من مباراة شهدت عودة أسطورية في النتيجة وسط جمهور سانتياجو برنابيو.
وكان أبناء تورينو قد خسروا ذهابا 0-3 قبل أن يسجلوا ثلاثة أهداف في الإياب، قبل أن يسجل الميرينجي هدف التأهل لنصف النهائي في الدقيقة 98 من ركلة جزاء.
ولم يتحمل بوفون وقتها الضغط واحتج بشدة على الحكم الذي أشهر البطاقة الحمراء في وجهه، وكانت التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها عقب المباراة قد تسببت في قدر كبير من الجدل واعتبرت صفحة رمادية في مسيرته.
وبالمثل، عجز بوفون عن التأهل للمونديال مع المنتخب الإيطالي إثر السقوط في الملحق أمام السويد في نوفمبر الماضي، ليحرم من خوض سادس مونديال له.
لكن بوفون لا يزال يشعر بالفخر والرضاء خاصة وأنه سطر صفحة لن تنسى في كتاب كرة القدم الإيطالية والعالمية، حسبما صرح في مؤتمر صحفي الخميس.
أما مستقبله، فلا يزال غير واضح المعالم، فقد أكد الحارس أنه تلقى عروضا لشغل أماكن “داخل وخارج الملعب” وأنه سيأخذ بضعة أيام للتفكير قبل أن يتخذ قرارا نهائيا.