إيطاليا تعيش أزمة سياسية بعد انهيار مفاوضات تشكيل الحكومة - الإيطالية نيوز

إيطاليا تعيش أزمة سياسية بعد انهيار مفاوضات تشكيل الحكومة


تواجه إيطاليا احتمال العودة مجددا إلى صناديق الإقتراع بعد تخلي «جوزيبي» كونتي عن تكليفه تشكيل الحكومة إثر انهيار المحادثات مع الرئيس «سيرجيو ماتاريلا» بسبب رفض ضم وزير اقتصاد مشكك في الإتحاد الاوروبي.

وكان 
«كونتي» (53 عاما) المحامي والسياسي غير المتمرس الذي اختارته حركة "خمس نجوم" المناهضة للمؤسسات وحزب الرابطة اليمين المتطرف لمنصب رئيس الوزراء يسعى لتشكيل ائتلاف حكومي، وكان يتعين عليه تقديم تشكيلته التي يجب أن تحظى بموافقة رئيس البلاد قبل عرضها على البرلمان لنيل الثقة.

وقال 
«كونتي» للصحافيين بعد خروجه من اجتماع مع الرئيس الإيطالي "تخليت عن تكليفي تشكيل حكومة التغيير".

ويضع 
«كونتي» بقراره التنحي إيطاليا في أزمة سياسية بعد نحو ثلاثة أشهر من انتخابات عامة لم تسفر عن أغلبية واضحة في البرلمان.

وبعد 
إنهيار المحادثات استدعى الرئيس الإيطالي المدير السابق في إدارة الميزانيات في صندوق النقد الدولي «كارلو كوتاريلي» لاجتماع سيعقد الإثنين، في وقت يبدو أن تشكيل حكومة تقنية (تكنوقراط) بات مطروحا مع احتمال أن تشهد البلاد انتخابات جديدة في الخريف.

وعمل 
«كوتاريلي» (94 عاما) في صندوق النقد الدولي بين 2008 و2013 وأصبح يعرف بـ"السيد مقص" بسبب خفضه الإنفاق العام في إيطاليا.

لكن نيله موافقة البرلمان حيث تحظى حركة خمس نجوم وحزب الرابطة با
لأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ لن يكون سهلا.

وقال زعيم حركة خمس نجوم 
«لويدجي دي مايو» أمام تجمع لمناصريه في روما "لقد استبدلوا حكومة تتمتع بالأغلبية باخرى لن تنالها".

و
أكد «ماتاريلا» أن حركة خمس نجوم وحزب الرابطة بتسميتهما «باولو سافونا» وزيرا للاقتصاد نسفتا تكليف كونتي تشكيل الحكومة.

ويصف 
«سافونا» (81 عاما) في كتابه الأخير "مثل كابوس وحلم" اليورو بانه "قفص ألماني" ويقول أن إيطاليا تحتاج إلى خطة للخروج من العملة الأوروبية الموحدة "إذا اقتضى الامر".

وقال 
«ماتاريلا» للصحافيين "قبلت بكل الوزراء الذين تم اقتراحهم باستثناء وزير الاقتصاد".

ورفص 
«ماتاريلا» وهو قاض سابق في المحكمة الدستورية الخضوع لما اعتبره "إملاءات" من قبل الحزبين تخالف مصالح البلاد.

وكانت الحركة والحزب انخرطتا في مفاوضات استمرت لأسابيع لمحاولة تشكيل ائتلاف يحظى بغالبية في البرلمان.

وقال 
«ماتاريلا» إنه قام بـ"كل ما بوسعه" للمساعدة في تشكيل الحكومة لكن تسمية وزير للاقتصاد يشكك علنا في الإتحاد الأوروبي يخالف تعهد الجانبين بـ"تغيير أوروبا إلى الأفضل من وجهة نظر إيطالية".

وقال الرئيس "طالبت بوزير للاقتصاد من الأغلبية البرلمانية تتوافق تطلعاته مع برنامج الحكومة... لا يعتبر مؤيدا لتوجه من المرجح، لا بل من المحتم، 
أن يؤدي إلى خروج إيطاليا من اليورو".

وقال 
«ماتاريلا» إن «كونتي» رفض "أي خيار آخر" وبعد إصرار الرئيس على رفض تسمية «سافونا» تخلى عن تكليفه تشكيل الحكومة.



وعبر زعيما حركة خمس نجوم وحزب الرابطة 
«ماتيو سالفيني الأحد عن غضبهما لرفض «ماتاريلا» تسمية «سافونا» وزيرا للمال والاقتصاد.

والأحد قال 
«سالفيني» وهو بدوره مشكك في الإتحاد الأوروبي وأكبر المدافعين عن سافونا إن إيطاليا ليست مستوطنة ولن نرض بان تقول لنا ألمانيا وفرنسا ما علينا فعله".

بدوره قال 
«دي مايو» في فيديو على فيسبوك "لنقلها صراحة بات من غير المفيد التوجه إلى مراكز الإقتراع لأن الحكومات هي وكالات التصنيف واللوبيات المالية والمصرفية. إنهم على ما هم عليه ولن يتغيروا".

ولاحقا طالب دي مايو بعزل الرئيس 
«ماتاريلا».

وقال 
«دي مايو» في برنامج تلفزيوني "آمل ان نعطي الكلمة للإيطاليين في اقرب وقت، لكن أولا علينا توضيح بعض الأمور. أولا عزل «ماتاريلا»... وبعدها الانتخابات".