15 سنة بعد إسقاط صدام حسين والعراق لا يزال يسبح في دماء الأبرياء - الإيطالية نيوز

15 سنة بعد إسقاط صدام حسين والعراق لا يزال يسبح في دماء الأبرياء


الإيطالية نيوز ـ يقوم عسكري من المشاة الأمريكية بلف العلم الأمريكي على وجهه، ثم دبابة تسحبه إلى أن يسقط ببطىء وصعوبة، وفي الأخير، الناس تقفز وترقص على بقاياه فرحا بنهاية عهد كانت تميزه، حسب زعمهم، القبضة الحديدية. 

كان يوم 9 أبريل 2003 حينما تم إسقاط التمثال البرونزي لصدام حسين، التمثال الذي يبلغ علوه 12 مترا ويتوسط ساحة الفردوس، في العاصمة العراقية بغداد، بعد دخول المدينة من قبل القوات الأمريكية عند نهاية الهجوم الذي استغرق 21 يوما.

ولكن في الساعات القليلة التالية، بدأت عمليات السلب والنهب في المدينة مع استغلال الفوضى المتعمدة، حيث أحرقت الوزارات والمستشفيات ومهاجمة المتحف الوطني، في إحدى أبشع حالات التدمير المتعمد، الذي بقي الجيش الأمريكي يشاهده كأنه فيلما هوليوديا من دون أن يتدخل، بما أنه ادعى تحرير المواطنين وضمان حقوقهم وتمكنيهم من حرية التعبير. 
وعلى الرغم من التخلص من نظام صدام حسين، بحجة كاذبة، إلا أن العراق لا يزال لمدة 15 سنة بلدا مقسوما غارقا في الدم بسبب الكراهية والعنف الطائفي والعرقي، الذي تسبب في مئات الآلاف من الوفيات والقتلى. بالإضافة إلى فرار معظم المسيحيين من العراق، الذين كان منهم أكثر من مليون شخص حتى سقوط النظام.

وكذلك على الرغم من "الانتصار الذي أعلنته الحكومة العراقية على التنظيم الإرهابي داعش، الذي في سنة 2014 كان قد وصل إلى أن احتل تقريبا من دون طلقة نارية ثلث البلاد، والذي استقبل من قبل السكان السنة ببهجة، لايزال المدنيون يموتون في الهجمات والاشتباكات المسلحة. وقالت بعثة الأمم المتحدة في البلاد أنه في شهر مارس، قُتل 101 شخص، وجُرح 177 أخرين.

الضحايا الذين تمت إضافتهم إلى القائمة الطويلة لأولئك الذين فقدوا أرواحهم في هذه السنوات الخمس عشرة. ولا يمكن تحديد العدد بدقة ، ولكن وفقا لتقرير صادر عن منظمة تعداد الجثث العراقية ، فإن الوفيات بين المدنيين تتراوح بين 180،000 و 200،000. قُتل من الجنود الأمريكيين ما يقرب من 4500 و33 جنديا إيطاليا من التحالف الدولي ، بينهم 19 قتلوا في هجوم الناصرية.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية غزت العراق بتعاون غير مباشر مع المعارضة العراقية وبأمر من الرئيس الأمريكي جورش بوش وتوني بلير الذان خدعا العالم بأسره ويجعله يقتنع بأن نظام صدام حسين كان يتوفر على أسلحة الدمار الشامل، الذي يهدد أمن أمريكا، بعد هجمات 11 سبتمبر، وهو ما اتضح فيما بعد بأن تلك الحجة كانت افتراء ووهما مأساويا دمر شعبا وحضارة عريقة وأغرقها في بحر من الدماء لم يجف حتى الآن.

وكان صدام حسين رفض التنحية من الحكم كخيار سلمي يقي العراق من الغزو وفضل المقاومة التي سرعان ما تصدعت أركانها وخمدت بسبب قوة التدخل العسكري خارجيا وداخليا، فجعل المنطقة تعرف فوضى لا حد لها، لا يزال تأثيرها واضحا حتى اليوم، بسبب تسلل ميليشيات عسكرية من إيران وبلدان أخرى، وفتح ممر الموت الذي يسلكه الشيعة، في آمان وتحت المراقبة الأمريكية، لإعادة السيطرة على العراق المنكوب، ولكن هذه المرة بقبضة حديدية شيعية.

من ناحية أخرى، يقوم  المحاربون الناجون المنتمون إلى داعش بإعادة تنظيم صفوفهم في المناطق القروية، بالأخص في الشمال، وجنوب غرب كركوك، بعد طردهم من المدينة الكبيرة، بينما الإنشقاقات بين الحكومة المركزية والسلطات الكردية لاتزال تثير القلق. وفي هذه الحالة، ومع أكثر من مليونين من النازحين العراقيين، يستعد العراقيون للذهاب إلى صناديق الاقتراع في 12 مايو لتجديد البرلمان.  مرة أخرى يجد العراقيون أنفسهم أمام قوائم تعكس الإنقسامات بين السنة والشيعة. وسيكون بين المرشحين 500 عضو سابق في الميليشيات شبه العسكرية من أجل التعبئة الشعبية، و التي كان العديد منها متحالفا مع إيران، والتي قاتلت في السنوات الثلاثة الأخيرة إلى جانب القوات الحكومية ضد داعش.

صدام حسين أعتقل في ديسمبر 2003، وشُنق بعد ثلاثة سنوات من اعتقاله، على وجه التحديد، فجر عيد الأضحى، لإهانة ملايين المسلمين وزرع الرعب في نفوس الزعماء العرب.