ماتّاريلّا يهنىء الشعب الإيطالي بالسنة الجديدة ويدعو الجميع إلى التصويت في الانتخابات المقبلة - الإيطالية نيوز

ماتّاريلّا يهنىء الشعب الإيطالي بالسنة الجديدة ويدعو الجميع إلى التصويت في الانتخابات المقبلة


الإيطالية نيوز ـ وجه رئيس الجمهورية الإيطالية، سيرجيو ماتاريلا، خطابه التقليدي لنهاية السنة، مساء أمس 31 ديسمبر 2017، قبل حلول السنة الجديدة 2018  بساعات قليلة، من قاعة توجد في "فيتراتا"، داخل قصر الرئاسة (بالاتسو دل كويرينالي)، بروما، فركز في خطابه على عدة مواضيع في غاية الأهمية. 

افتتح ماتاريلا خطابه بتوجيه التهاني إلى الشعب الإيطالي داخل وخارج البلاد بمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة. ثم تحدث عن القيم والقوانين التي يتضمنها الدستور الإيطالي، الذي يتأسس على الديمقراطية، الذي في قمته يبقى الشعب هو الوحيد على تحديده ورسم معالمه بواسطة انتخابات حرة ونزيهة".

وذكر رئيس الجمهورية بالذكرى الـ70 لدخول الدستور الإيطالي حيز التنفيذ، فقال: "سبعين عاما من قبل، في مثل هذه اللحظة، كان قد دخل حيز التنفيذ دستور الجمهورية، مع كل إرثه، وقيمه، ومبادئه وقوانينه التي تؤسس بلدنا المشترك، حسب تعريف واحد من أبائنا المؤسسين".  ملمحا إلى، الوزير الأول الإيطالي المغتال، ألدو مورو (تولى رئاسة الحكومة في إيطاليا مرتين: من 4 ديسمبر 1963 إلى 24 يونيو 1968 ومن 23 نوفمبر 1974 إلى 29 يوليو 1976. اختطتفته منظمة الألوية الحمراء في 16 مارس 1978، ثم أعدمته في 9 مايو).

وخصص الرئيس الإيطالي جزء من خطابه إلى الانتخابات التشريعية، فقال: "كما تعلمون، إنني وقعت مرسوما يضع حدا لهذه التشريعات البرلمانية، وأن الـ4 مارس القادم، سنصوت لانتخاب غرفا برلمانية جديدة. كان من المهم جدا احترام السرعة الفيزيولوجية المحددة في 5 سنوات المقررة من قبل الدستور".

كما يأمل ماتاريلا مشاركة كثيرة وواسعة في الانتخابات التشريعية القادمة معتبرا التصويت حق، فقال: "آمل مشاركة عريضة في التصويت وأن لا يتخلى أحد عن حق التنافس لحسم وتقرير المصير (السياسي) لبلدنا"
وأضاف: "إن الانتخابات تفتح، كما حدث دائما، صفحة بيضاء: من يكتب فيها هم الناخبون، فيليهم الأحزاب، ثم البرلمان. فعليهم  (الناخبين) معقودة آمالنا وتطلعاتنا".

وتابع: " في هذا الوقت، إن كلمة "مستقبل" يمكنها أيضا أن تستلهم عدم اليقين والقلق" لكن التغييرات ستُحكَم من أجل تفادي أن لا تسمح بحدوث الظلم والتهميش..." ولمواجهة المستقبل بكل شجاعة كيفما كانت نتائج سباقه السياسي دعا ماتاريلا المواطنين الإيطاليين، مشددا على الشباب الذين أكملوا سن الـ18، إلى الذهاب إلى التصويت مع قانون جديد إنتخابي مصادق عليه من البرلمان ومتناسب مع الغرفتين البرلمانيتين، فقال: "لدي الثقة في مشاركة الشباب من مواليد سنة 1999، الذين يصوتون لأول مرة". ووضع مقارنة بينهم وبين أقرانهم الذين كانوا يعيشون في سنة 1917، فقال: "في السنة التي تحل نذكر الذكرى المئوية للانتصار في الحرب الكبيرة ونهاية المعانات الهائلة التي سببها ذلك الخلاف. في تلك الأشهر لقرن من الزمن مضى، كان الشباب البالغ أعمارهم 18 عاما،آنذاك، يرسلون إلى الحروب، في الخنادق، فمات الكثيرون منهم. أما اليوم، فشبابنا من أقرانهم يذهبون (في المقابل) إلى التصويت، وهم أبطال لحياة ديمقراطية. واقترحت هذا التفكير عليكم لأنه في بعض الأحيان نتعرض لخطر النسيان، على عكس الأجيال التي سبقتنا، فنحن نعيش في فترة طويلة من السلام في بلدنا وفي أوروبا، وهذا لا يحدث في كثير من الأماكن في العالم.

ويؤكد رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا أنه أنه لن يدخل بأي شكل من الأشكال في موضوعات الحملة الانتخابية. لكنه يؤكد أن "ليس وظيفتي صياغة الاتجاهات، لذا فأفق المستقبل هو الهدف الحقيقي للمواجهة الانتخابية المقبلة".

واختتم رئيس الجمهورية الإيطالية الجزء المخصص للانتخابات القادمة بدعوة القوى السياسية، التي تستعد للحملة الانتخابية، إلى التركيز على المواضيع التي يراها الشعب الإيطالي في حاجة المعالجة، فقال: "إن آفاق المستقبل هي الهدف الحقيقي للمواجهة الانتخابية الوشيكة، لذا يجب أن يكون واجب تقديم مقترحات متوافقة ـ مقترحات واقعية وملموسة ـ بقوة مع حجم الحاجة لحل المشاكل الذي توجد في بلدنا".