الدكتورأحمد العطّار: مفهوم "السلام" في الإسلام - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الدكتورأحمد العطّار: مفهوم "السلام" في الإسلام


بقلم الدكتورأحمد العطّار (عن المركز الاسلامي، بروما )
الترجمة من الإيطالية إلى العربية: حسن أمحاش

الدكتورأحمد العطّار
في الوقت الحالي، يُتهم الإسلام بالعنف والإرهاب، حتى أصبحت إراقة الدماء رمزا لصيقا به. وهناك من يتهم الإسلام بأنه يُلزم جميع الرجال بالاستعداد إلى غزو دول أخرى ليست إسلامية.

بالإضافة إلى كل ذلك، يُقال أيضا بأن غالبية المسلمين ليست جاهزة أن تملك عقلا متفتحا. إذن، أمام كل هذه الاتهامات، ماذا يمكننا قوله؟ "ليس من الصواب، وليس صحيحا تعريف الإسلام بالإرهاب أو العنف"، هذه واحدة من الكلمات الأكثر حكمة ومعنى لبابا الفاتيكان، فرانتشيسكو، التي أراد بها التأكيد على أن ليس هناك أية علاقة بين الإسلام والإرهاب، كما هو الشأن بالنسبة إلى باقى الديانات. وكما يعلم الجميع، في جميع الديانات توجد، فعلا، أقلية من الأشخاص تحرض على العنف. لذا، لا يجب تعريف الديانة بالإرهاب بسبب تصرف أو سلوك أقلية.

في القرآن الكريم، الكتاب المقدس لدى المسلمين، توجد آيات عديدة تناقش جيدا موضوع "الجهاد"، الكلمة التي تُرجمت ـ على نحو مشترك ـ بكلمة "الحرب المقدسة". لنوضح المفهوم حتى يصبح أكثر بيانا، لنفترض أن الإسلام مثل المسيحية، ديانتان ترخّصان للمرء أن يدافع عن نفسه في حالة تعرضه للاعتداء أو القمع المادي، أو الاضطهاد، فبشأن هذه الحالة، تضمّن  القرآن آية تقول:" وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" ، وفي آية أخرى، يقول سبحانه وتعالى: "وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (سورة الأنفال، الآية 61). هذه الآيتان فقط تؤكدان أن الجهاد في الإسلام عُزي له طابع دفاعي محض وليس هجومي. وأيضا كان الرسول (عليه الصلاة والسلام) يحث المسلمين ـ المضطرين إلى الذود عن أنفسهم من شر المعتدين ـ على عدم قتل النساء والأطفال والمواليد وكبار السن.

الإسلام، في الأساس، هو دين السلام، فإسمه ينبثق من كلمة "السلم"، وهو في حد ذاته، له معنيان إثنان: الأول، الخضوع طواعية لإرادة الله، بينما الثاني السلم المطلق بكل ما تحمله الكلمة من معنى، سواء على الإطار الداخلي للمجمتع أو على مستوى العلاقات بين الشعوب والدول. لذا، يبسط الإسلام يده من أجل نشر السلام الكوني مثلما كان دائما على مر العصور.

ونحن نتمعن في كل ما سلف قوله، نجد أنفسنا مجبرين على العمل جميعا لإقامة وتثبيت حوار حقيقي يشمل جميع الديانات، مع هدف ضمان السلام في العالم. مثل هذا السلام كان قد أوصى به القرآن، حينما قال سبحانه وتعالى  في سورة آل عمران، الآية 64: "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ". هذا الحوار الشامل للديانات هو شرط ضروري من أجل تحقيق السلام في العالم، الذي أصبح ممتلئا بالحروب والنزاعات.

لقراءة النص بلغته الأصلية (الإيطالية) انقر⇚ هنا