الإيطالية نيوز ـ ميلانو ـ كان الشعب النمساوي ينتظر بحرقة إعلان وسائل الإعلام عن أول مولود في سنة 2018 حتى يهنئونه وباركون لوالديه، لكن المولود الجديد حل على غير رضاهم، لأنه لأبوين مسلمين، فبدلا من يملأوه بالتهاني والتباريك، صوبوا موجات الحقد والكراهية والشتائم له بلا نهاية.
الصغيرة، أصيل، أول مولودة في النمسا، مسلمة، ولدت بعد منتصف الليل بـ47 دقيقة للفاتح يناير، بالعاصمة "فيينا". أصيلة من أبوين مسلمين، الأب "نعيم"، والأم "ألبر تامْغا"، استقبلوا مولودتهما بملابس مألوفة وعادية، لالتقاط الصورة المعتاد أخدها عند ولادة أول مولود في النمسا مع بداية كل سنة جديدة، وهي الصورة التي تداولتها جميع وسائل الإعلام النمساوية، حيث الصغيرة "أصيل" تحملها والدتها على ذراعيها وهي ترتدي الحجاب.
وكان خبر ميلاد "أصيل" (الأولى لسنة 2018 في النمسا) المفتاح الذي فتح بالوعات الحقد ومواسير الأشخاص العنصريين، الذين أسالوا حقدهم أمراضهم النفسية الشريرة على شكل تعاليق في العديد من المواقع الإلكترونية التي نقلت الخبر.
وكتب أحد المعلقين العنصريين على الفايسبوك: "أتمنى أن تموت في مهدها". وعلق أخر:"رحّلوا هذا الوجه فورا"، بل تم اتهام الصغيرة "أصيل" بأنها ستكون "إرهابية في المستقبل".
من جانبها، قالت جمعيات مجندة للدفاع عن المهاجرين بأنهم لم يروا أبدا مثل هذا النوع، وأنهم يتعجبون وقلقون في آن واحد بسبب هذه السيول من الحقد الموجه في حق مولود جديد بريىء شاء له القدر أن يولد في النمسا التي تقودها حكومة غير متزنة تميل إلى اليمين المتطرف.
ووفقا لما ذكره الموقع الإيطالي"تي جي كوم 24"، كتب الأمين العام للفرع الفيينيزي للكاريتاس، كلاوس شفيرتنر" على الفايسبوك: "في ساعاتها الأولى من الميلاد، هذه الطفلة أُخدت هدفا لموجة لا تصدق من التعاليق العنيفة، المليئة بالكراهية. وهذا حجم جديد تماما من الكراهية على النت، الذي يستهدف مولودة جديدة بريئة".