زيد الطهراوي: سليل اشبيلية - الإيطالية نيوز

زيد الطهراوي: سليل اشبيلية


بقلم:  زيد الطهراوي
في سليل اشبيلية يبدع الباحث و الروائي المغربي المودن موسى في جلب الأنظار و تهيئة الأجواء العاطفية للاستماع الى احاديث الوطن الحاضر الغائب 
فلا يملك القارئ لهذه الرواية الحائزة على اسرار و مشاعر صاخبة الا ان يتفاعل مع الأشواق و العبرات و الأفكار القيمة 
فتستطيع من خلال قراءتك لسليل اشبيلية ان تقف على كثير من العادات العربية التي تحبها النفوس و تعتز بها و على تلك العادات التي تشمئز منها النفوس لمخالفتها لقيم ديننا و ان صدرت من امام مسجد او مدرس دين جاهل
لقد عالجت الرواية مآسي الشعوذة و السحر  التي حرمها الله في كتابه الكريم و سنة نبيه المطهرة و بينت ان سبب نفور الناس من ديننا هي السلوكيات التي تصدر من الملتزمين بالدين مع جهلهم به و بأخلاقه و مخالفتهم لتعاليمه 
و اهتمت الرواية بهؤلاء الذين يستقوون على الضعيف و يظلمونه و على الفساد متمثلا بالرشوة و ما فيها من خيانة و معاونة على الظلم
و سلطت الضوء على النصارى الذين يحسنون خلقهم لجلب الناس لدينهم مع انه ورد ما يدل على مخالفتهم لهذا الخلق عند ذكر استعمارهم لبلادنا و تعذيبهم للمسلمين
و لم يغفل الكاتب المودن موسى تلك العاطفة التي تسمو في بلاده فتورق اشجار المحبة و التعاطف و تثمر التسامح و المساندة و بذل الغالي و النفيس لمساعدة صاحب الحاجة 
اما في بلاد الغرب فلا تبصر الا المادية الطاغية على العواطف الانسانية 
أما سليل اشبيلية فهو المغربي المسلم من اصول اندلسية عمل بوصية والده في احضار تراب اشبيلية الى المغرب في تصميم من الكاتب على التأكيد بأن الحنين الى الجذور مغروس في القلب و لا شك ان هذا الحنين مغروس في قلب كل مسلم فقد كثرت القصائد التي تتغنى بالحنين الى مجد المسلمين في بلاد الاندلس و اذا قدر الله لنا الرجوع الى الاندلس فسوف نضرب للعالم اروع الامثال في المحبة و السلام و التعايش المبني على الرحمة و التسامح
أما فلسطين فهي كالأندلس لا تقل عنها اهمية في ضمير كل مسلم 
و اذا اردنا الحديث عن البناء الفني فقد جاءت الرواية مزيجا من العاطفة الصادقة و الخيال المجنح و الصور المبتكرة مما يبشر بمستقبل ادبي زاهر للروائي الشاب المودن موسى

الكتاب من اصدارات المركز الديمقراطي العربي