بدأت في مدينة إسطنبول، اليوم، قمةُ منظمة التعاون الإسلامي الطارئة حول القدس، برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بمشاركة 16 زعيماً، إلى جانب رؤساء وفود الدول الأعضاء.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في افتتاح القمة: يجب أن نعترف بالدولة الفلسطينية مع حدود سنة 1967، وأن نتخلص من فكرة أن هذا سيشكل عائقا للسلام..فالقدس عاصمة لدولة فلسطين المحتلة".
وأضاف أردوغان أن القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وأن قرار ترامب هو معاقبة للفلسطينيين الذين طالبوا بالسلام مراراً وهو يخالف القوانين الدولية؛ مشيراً إلى أن الخرائط على الأرض تُثبت أن إسرائيل دولة الاحتلال والإرهاب في الوقت نفسه؛ لافتاً إلى أن هناك تقلصاً في الأراضي الفلسطينية منذ عام 1948، قائلاً إنه قد تمّت مكافأة إسرائيل برغم أنها ارتكبت مجازر ومارست القوة المفرطة ضد الفلسطينيين".
وقال إن القوة هي امتلاك الحق وليس امتلاك الصواريخ والطائرات، وقد حان الوقت للاعتراف بدولة فلسطين لتغيير المعادلات على الأرض.
وأوضح الرئيس التركي أنه طالما لا يوجد حل عادل للقضية الفلسطينية؛ فلا يمكن الحديث عن السلام في العالم.
بالإضافة إلى رفض رؤساء وزعماء الدول الإسلامية قرار ترمب المانح القدس لإسرائيل عاصمة لهم، عارضت 196 دولة عضوة في هيئة الأمم المتحدة بشدة قرار ترمب.
وقال "عباس" في كلمته التي ألقاها أمام قمة منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في إسطنبول: "من الآن فصاعدا، الفلسطينيون لن يقبلون قط أي دور للوساطة الأمريكية في مشروع السلام بالشرق الأوسط".
من جانبه، قال حسن روحاني، الرئيس الإيراني، في مداخلته بالقمة: "إن إيران مستعدة وجاهزة للتعاون مع جميع الدول الإسلامية من دون أية تحفظات أو شروط مسبقة للدفاع عن القدس". كما وجه نداء إلى الأمة الإسلامية ضد "خطر النظام الصهيوني" لإسرائيل، قائلا بأنه مقتنع بأن "المشاكل بين الدول الإسلامية يمكن أن تحل بواسطة الحوار.
ولا تشاطر روسيا كلمات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي وصف، اليوم، عرّف إسرائيل على أنها "كيان إرهابي" ودعا إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لفلسطين المحتلة"، بحيث قال الناطق الرسمي بإسم الرئيس الروسي، بوتين، ديميتري بيسكوف: "نحن على علم بموقف الرئيس التركي وهو لا يتوافق مع موقفنا"، مضيفا: "إن موقف روسيا إزاء القدس وإزاء الحل الخلاف الشرق الأوسطي واضح للغاية".
وقال ملك الأردن عبدالله الثاني في كلمة له في الجلسة الافتتاحية للقمة: "إن أغلب ما يشهده العالم العربي والعالم من حولنا؛ من انتشار العنف والتطرف؛ هو نتيجة لغياب حل عادل للقضية الفلسطينية، وما ترتّب على ذلك من ظلم وإحباط، وقد اتخذ المتطرفون من هذا الواقع المرير عنواناً لتبرير العنف والإرهاب الذي يهدد الأمن والاستقرار في العالم أجمع".
وفي تصريحها النهائي للقمة الاستثنائية بأسطنبول اعترفت منظمة التعاون الإسلامي بأن "القدس عاصمة لدولة فلسطين المحتلة" ودعت جميع الدول في العالم لاتخاد نفس القرار.
أما السيد أديب جودة الحسيني امين مفتاح كنيسة القيامة وحامل ختم القبر المقدس في القدس الشريف يرفض لقاء نائب الرئيس الأمريكي، مايك بينسي، عندما يصل إلى فلسطين الأسبوع المقبل. وقالأديب جودة: "لن أستقبل بينسي كتعبير عن رفضي المطلق لقرار الرئيس ترمب حول القدس. كما دعا البطريك اليوناني الأرثودكسي "تيوفيلو الثالث وحارس الأرض المقدسة "فرانسيسكو باتّون" إلى مقاطعة زيارة "بينسي".
وشارك في "قمة القدس"، بأسطنبول كل من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس الإيراني حسن روحاني، والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، والرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ورئيس الوزراء الطاجيكي قاهر رسول زاده ورئيس جمهورية شمال قبرص التركية مصطفى أقينجي، الذي تشارك بلاده في القمة بصفتها دولة مراقبة، بحسب وكالة "الأناضول"، وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي أفادت الوكالات الرسمية أنهما توجها بالفعل إلى تركيا. كما يشارك في القمة ممثلون عن أفغانستان وبنغلادش وإندونيسيا وغينيا وليبيا ولبنان والسودان وتوغو ، فضلا عن الرئيس التركي.
منظمة التعاون الإسلامي ومقرها الرئيس في جدة بالسعودية، هي ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة، وتضم في عضويتها 57 دولة عضوا موزعة على أربع قارات، وتتولى تركيا رئاستها في الدورة الحالية.