كاتبة أمريكية تتهم المخابرات الإيطالية بتدبير الانقلاب في تونس سنة 1987 - الإيطالية نيوز

كاتبة أمريكية تتهم المخابرات الإيطالية بتدبير الانقلاب في تونس سنة 1987


في كتابھا الذي حمل عنوان "مھووسون في السلطة : تحلیل نفسي لزعماء استھدفتھم ثورات 2011 "تحدّثت الكاتبة الأمریكیة من أصل أرمیني «موریال میراك فایسباخ» (Muriel Mirak-Weissbach) في إطار دراستھا السیكولوجیة لشخصیة الرئیس التونسي المخلوع «زین العابدین بن علي» عن كوالیس انقلاب 7 نوفمبر 1987 حیث اعتبرت الكاتبة الأرمینیة أن الإنقلاب الأبیض یستحق المزید من التفحص عن كثب، لكونه لیس بالتطور التونسي الداخلي المحض بل تم الإعداد للعملیة كلّھا والتخطیط لھا وتنفیذھا علی أیدي جھات خارجیة، وعلی وجه الدقّة الإستخبارات الإیطالیة، وھذه حقیقة كما وصفتھا الكاتبة ستكون لھا تداعیات بعیدة المدی بالنسبة إلی إستقلال القرار التونسي النسبي.

واعتبر الكتاب أن ھذه القصة بقیت سرا حتی قام «فولفیو مارتیني»، الرئیس السابق ، وعلی مدی سبع سنوات للإستخبارات العسكریة الإیطالیة وقد خدم في عھد حكومات كل من «بتینو كراكسي» و «أمینتوري فانفانفي» و«جوفاني غیوریا» و«جولیو اندریوتي»، بالكشف عن معلومات داخلیة في جلسات الإستماع في البرلمان الإیطالي وھذه الجلسات التي عقدتھا لجان المجازر التي حققت في عملیات إرھابیة نزلت بإیطالیا استمعت، وعلی سبیل المثال إلی شھادة عن عملیة اختطاف رئیس الوزراء «ألدو مورو» في 1978 وتصفیته علی ید الألویة الحمراء، وفي شھادة «مارتیني» ظھرت  إلی العلن في ظل ّ تلك الظروف حقیقة انقلاب «بن علي»، وشھد قائلا :"نظمنا في سنوات بین 1985 و 1987 نوعا من الإنقلاب في تونس ووضعنا «بن علي» في سدّة الحكم مكان «بورقیبة» الذي أراد الرحیل "، وحدّد ظھور الأصولیة الإسلامیة في الجزائر الإطار السیاسي للعملیة إذ خشي الإیطالیون إمكان بلوغ ھذه الأصولیة تونس وتوقّعوا أن یردّ علیھا «بورقیبة» بقمع عنیف، تخوفوا من أن یؤدّي إلی عواقب وخیمة في البلاد والدول المجاورة. وخشي الإیطالیون من أي ضرب للإستقرار في تونس و الجزائر لما یمثّله ذلك من تھدید لخط الغاز الذي ینطلق من الجزائر إلی إیطالیا مرورا بتونس.

وفي أغسطس 1983 وبناء علی أوامر من «كاركسي» ووزیر الخارجیة «جولیو أندریوتي أصدر مارتیني تعلیمات إلی"جماعتھ" في تونس وأفاد لاحقا :"نجحنا في إبرام صفقة أولیة حول نقاط الخلاف الرئیسیة لنقترح من بعد حلا یرضي الجمیع تمت الموافقة عليه ثم حصلت خلافة بورقیبة» عبر عملیة انتقال دیمقراطي سلمي وھادئ
للسلطة"، وطار «كاراكسي» ذاته في نوفمبر 1984 ّ إلی الجزائر العاصمة أین حث الجزائریین في قصر المرادیة علی ضبط النفس و الصبر حیال الوضع في تونس، وأخذ في غضون ذلك یخطط مع حكومته بإستشارة فرنسا للإطاحة ب«بورقیبة» التي تمت سنة 1987 بعد انقلاب طبّي محكم دفع ببن علي إلی سدّة الحكم.