حسن أمحاش: قداسة البابا يدنس يده بوضعها في يد "أونج سان سو كي"، قاتلة آلاف المسلمين - الإيطالية نيوز

حسن أمحاش: قداسة البابا يدنس يده بوضعها في يد "أونج سان سو كي"، قاتلة آلاف المسلمين


بقلم حسن أمحاش

التقى بابا الفاتيكان، «فرانتشيسكو»، مع المجرمة «أونج سان سوكي»، اليوم، وتبادل معها الحديث لمدة 23 دقيقة، حسبما ذكره تلفزيون تي جي كوم24". لكن، ماذا كان جوهر الحديث الذي دار بينهما طول هذه المدة، هل تحدثا شأن إيجاد حل لشعب الروهينجا المضطهد، أو أنهما ناقشا مواضيعا ديبلوماسية واكتفيا بنطق كلمة السلام، ليعم  بينهما، وليلقى حتفه من يلقاه من بعدهما.

من وجهة رأيي الخاصة، أخطأ داعي السلام في مقابلة مجرمة لاتزال يديها ملطخة بدماء الأطفال والنساء والشيوخ. كيف لرمز السلام والخير أن يصافح رمز الحرب والشر. الشر والحرب لا يساومان، لأن الشر شر على نفسه قبل أن يكون أذى على الأخرين. ربما البابا يقول في قرارة نفسه أن «ميانمار» تعيش تحديات، وأنا أقول أنها تعيش إبادة اجتماعية يسهر على التخطيط لها الجيش النظامي البودي، بغطاء من زوجة الشيطان أونج. وربما «البابا» يدور في خلده أن «ميانمار» توجد أمام تحديات من أجل حماية حقوق الإنسان، وتعزيز الإخاء، على شاكلة المهاجرين والأنصار، وضمان الأمن للجميع. إذا كان «البابا» يفكر هكذا، فهذا هراء، لأن الجيش البرماني شارك في قتل الأطفال والنساء ولشيوخ، ولاتزال أسلحته ساخنة وأحذيته مبرقعة بدماء آلاف الأبرياء. 
«البابا» رجل حكيم، ولم يذهب إلى ميانمار » من أجل التنزه أو مثلما يفعل بعض السياسيين الذين يقطعون آلاف الأميال من أجل نقاشات لاتسمن ولا تغني عن جوع، فأكيد أنه مقتنع بأنه قابل سفاحة ومجرمة بامتياز، وسمة الشر والدجل بادية على وجهها. وأكيد أنه شد رأسه وغلبت عليه الضحكة عندما قالت السفاحة: "إن الهدف من حكومتنا هو إظهار جمال اختلافنا وجعل منه القوة، بحماية الحقوق، والتشجيع على الإخاء وضمان الأمن والسلام للجميع". ربما، فعلا، البابا «فرانتشيسكو»، غلبت عليه الضحكة عندما قارن كلامها بكلامه الذي قاله لها منذ قليل: "إن التنوع الديني لا يجب أن يكون مصدرا للإنقسام وانعدام الثقة، لكن، بالأحرى، يجب أن يكون نقطة تجمع قوة الوحدة والصفح (ربما كان يشير هنا إلى العفو عن شعب «الروهينجا») وبالتسامح والبناء الحكيم للبلد".  
«أونج سان سو كي» فازت بشكل كاسح في انتخابات 2015 بعد عقود من الديكتاتورية، لكن الدستور منعها من تقلد منصب الرئيس، فلجأت إلى تأجيج أزمة داخلية على حساب شعب «الروهينجا» المسلم. في الـ25 أغسطس 2017، وقعت بعض الاصطدامات بين الأغلبية البودية والأقلية الروهينجية، ما سبب قتل مئات القتلى في صفوف المسلمين بطرق وحشية وبشعة. عن هذه الحادثة، التي تشبه الإبادة الجماعية الممنهجة، وصفت هيئة الأمم المتحدة رد جيش برمانيا بـ"غير المناسب"، وهو تعريف الخزي والعار، فبدلا من أن تتحرك الأمم المتحدة لتضع حدا لهذه الإبادة الجماعية تكتفي بعبارة "غير المناسب".
ووفقا لمنظمة "يونسيف"، إن الموجة العنيفة على شعب الروهينجا أدت إلى قتل نحو 400 ألف شخص منهم فقط من 25 أغسطس إلى 14 سبتمبر، قتل لايفرق بين العجوز والطفل، وبين المرأة والرجل، قتل في أبشع الصور، حرقا ودبحا، حتى بلغ بهم البطش الإجرامي إلى سلخ جلود مسلمي ميانمار وتقطيع أجسادهم وبيعها وأكلها. وبدلا من تتدخل الدول المتباهية بحقوق الإنسان فر الشعب المضطهد نحو بنغلادش جماعات جماعات، في ظروف صعبة للغاية، وكان الاطفال يشكلون %60 من الهاربين.