تورينو (البييمونتي) - في واحدة من الحوادث المؤلمة التي يكون ضحيتها أبناء قاصرين، تعرضت ثلاثة أخوات (تتراوح أعمارهن بين 10 و17 عاما) وأخيهن الصغير (عمره 3 سنوات وستة أشهر) إلى التعنيف المنزلي القاسي والخالي من الرحمة على يد والديهم بسبب عدم مواظبتهم في أداء الشعائر الدينية الإسلامية.
وخرج هذا التعذيب من داخل أسوار سكن العائلة المصرية ليكتشفه العالم بعد أن باحت واحدة من بنات هذه العائلة، وهي قاصر، إلى مدرستها وكشفت على الرعب الذي يعيشونه في سكنهم، فقالت: «بدلا من العودة إلى منزلنا، أنا سأنتحر. لا أريد أبدا البقاء مع أمي وأبي. فأبي يضربنا وأنا أفضل الموت". الاعتراف كان مؤلما للغاية وصادم، يفضح ممارسات وحشية ضد أربعة أبناء قاصرين، 3 إناث وذكر، لمدة 4 سنوات تقريبا، من سنة 2011 إلى سنة 2015».
وأسرعت المعلمة بعد سماعها هذه الاعترافات المرعبة إلى إشعار المصالح الاجتماعية، التي بدورها أنذرت القضاء، لتتدخل النيابة العامة بمدينة تورينو وتفتح تحقيقا في الحادثة يناقش سوء المعاملة داخل إطار العائلة. وشمل التحقيق، في الدرجة الأولى، الأب والأم، ثم الأطفال الأربعة.
وخلال التحقيقات تبين أن الأبناء يعاقبهم والدهم بالضرب بسلك معدني، مع ربطهم في الكراسي وتركهم لساعات في الظلام داخل غرفة من دون تدفئة، ومن دون أكل.
ووفقا لما اطلعت عليه الإيطالية نيوز من مصادر موثوقة إعلاميا، قال المدعي العام، اليوم، في جلسة ب محكمة تورينو: «إن الأطفال كانوا مرعوبين، وكانوا يذهبوب عن والدتهم ويقولون لها: 'نرجوك أمي، لا تخبري أبينا'. لكنها كانت تخبره فيضربهم حسب الأخطاء التي كانوا يرتكبونها»
وأضاف المدعي العام: « من المؤسف أن المتهمين لم يطلبا أبدا العذر من أبنائهما، ولم يتوقفا أبدا لإعادة التفكير في الأخطاء التي ارتكباها. ولم يفهما حجم الضرر الذي ألحقاه بأبنائهما. فنفسية البنات الثلاثة منهارة للغاية. وهذا سوء معاملة سيء، وفي مسيرتي العملية بميدان القضاء واجهت القليل لمثل هذه الحالات الخطيرة جدا».
وقالت المحامية إيمانويلا مارتيني، المدافعة عن الأبناء الضحايا: «كان يطلب منهم أداء الصلاة ودراسة اللغة العربية، نعم صحيح ذلك، لكن الأب كان يضرب الأبناء مع أي ذريعة..وتعرضوا للضرب لدرجة أنهم لم يعودوا يفهمون أبدا أسباب هذا العنف ودوافعه. اليوم لا يترددون على المدرسة، لأنهم لا يزالون مرعوبين من تلك الاعتداء ات».
كما أدلت معلمة الإبنة، التي أخرجت الاعتداء ات من ظلام الجو العائلي إلى نورالعدالة، بشهادتها أمام القاضي المشرف على الجلسة، فقالت: «كانت غالبا تعاني من أزمات في القسم، كانت تصبح كلها شاحبة، وترتجف، ثم يغمى عليها. كما ذهبنا حتى لإعداد سرير في القسم لكي نتمكن من إسعافها عندما تسوء حالتها الصحية. وحدث ذلك مرتان، ففي نوفمبر 2014 اضطررنا إلى مرافقتها إلى المستشفى».
أما الأم قالت وهي تجهش في البكاء: «نحن نعيش سبعة أشخاص في مساحة صغيرة جدا، وكنا في وضعية ميئوسة ولم يتمكن أحد أبدا فهم صعوباتنا»
من جهته، طالب المدعي العام، ديونيجي تيبوني، اليوم، بمعاقبة الأب بالسجن لمدة خمس سنوات، والأم 3 سنوات ونصف. إلا أن القاضي "مريا إيانيبيلي" أجلت النطق بالحكم إلى جلسة ستنعقد بتاريخ 24 نوفمبر.