جمعت شرطة راغوزا، بجزيرة صقلية، جنوب إيطاليا، شهادات بين 59 مهاجرا تم إنقاذهم على مسافة نحو 30 ميل عن السواحل الليبية، بأن الزورق الذي انطلق من السواحل اليبية وكان على متنه نحو 145 مهاجر، بعد أن سددوا مبلغ 400 يورو لكل واحد على حدى إلى المهربين، هاجمته القوات العسكرية الليبية المكلفة بحراسة البحر وعرقلة زوارق المهاجرين المسافرة سرا نحو أوروبا.
وحسب شرطة راغوزا، كانت تعرضت، منذ يومين، طاقم السفينة الألمانية للإنقاذ تابعة لمنظمة "سي ووتش"غير الحكومية للإعتداء بينما كانوا يحاولون إنقاذ وإسعاف مهاجرين تم معاملتهم بقسوة وإلقائهم في البحر عمدا. وأن السفينة الألمانية وصلت إلى ميناء "بوتسالّو"، جنوب إيطاليا، على متنها 59 ناجيا، و 5 جثث للمهاجرين (3 رجال وامرأة وطفل، عمره نحو عامين ونصف)، بينما نحو 30 أخرين فقد أرجعوا إلى ليبيا على متن سفينة خفر السواحل الليبي.
وتبادلت المنظمة الإنسانية وخفر السواحل الليبي الاتهامات بإلقاء كل واحد على الأخر المسئولية عن الجريمة المرتكبة في البحر بطريقة بشعة. وفي هذا الصدد، فتحت نيابة "راغوزا" تحقيقا في الحادثة معتمدة في ذلك على الشرطة العلمية، وشهادات الناجين والاستعانة بهم في التعرف على القتلى. وفعلا، تمكنت أم الطفل الميت غرقا من التعرف على جثة إبنها ذو السنتين والنصف، قائلة بأنها كانت تسافر مع إبنها الصغير بمفردهما في حين أن زوجها كان قد وصل إلى إيطاليا منذ شهور سابقا.
من جهة أخرى، تم نقل جثث القتلى غرقا إلى مدينتي "موديكا" و"شيكلي"(Scicli)، حيث أعلنتا جاهزيتهما لاستقبال الجثامين من أجل دفنها على ترابها.
