«نيكولاس كوبرنيكوس» بين دراسة قانون الكهنة بإيطاليا وتبني نظرية مركزية الشمس - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

السبت، 4 نوفمبر 2017

«نيكولاس كوبرنيكوس» بين دراسة قانون الكهنة بإيطاليا وتبني نظرية مركزية الشمس


يُعتبر "نيكولاس كوبرنيكوس"(Nicolaus Copernicus
) أحد مؤسسي علم الفلك الحديث، حيث أن له العديد من الآراء التي أحدثت ضجة في عصره وصارت حجر الأساس لدراساتنا الحالية. فلما لا نأخذ جولة في حياة هذا العالم العظيم.

وُلد نيكولاس في 19 فبراير 1473 في تورن، وهي مدينة تقع في شمال بولندا. و لنيكولاس عائلة غنية، فقد كان أبوه تاجرًا غنيًا أما مه فكانت ابنة لعائلة كبيرة من التجار، كان نيكولاس الشقيق الأصغر لثلاثة اخوه، و بعد موت والده عندما كان في سن العاشرة عاش نيكولاس وأخوته مع خاله «لوكاس واتغنرود»، الذي كان كاهنًا كبيرًا وعلى وشك أن يُصبح أسقف، وحرص خاله علي تعليمه وضمن له وظيفة كاهن في الكنيسة.
بين حوالي عاميه الثامن العشر والواحد والعشرون درس نيكولاس الفنون الحرة في جامعة «كراكو»، ومن ضمنها علم الفلك وعلم التنجيم الذي كان في وقتها مهمًا للكهنة والأطباء، ولكنه غادر الجامعة قبل الحصول علي الشهادة.
في عام 1495، رتب واتغنرود انتخابات نيكولاس ككاهن في كنيسة «فرومبورك»، وهو منصب إداري يلي الأسقف. سافر بعدها نيكولاس إلى إيطاليا ليخطو على خطوات خاله ويدرس قانون الكهنة في جامعة «بولونيا-Bologna» بعد أن أخذ إجازة من الكنيسة، وعاش في ذلك الوقت مع الأستاذ الجامعي الفلكي «دومينيكو ماريا دي نوفارا، وعمل معه وساعده في عمل الأبحاث وملاحظة الأبراج السماوية.
وفي عام 1501، عاد نيكولاس مرة أخرى إلى إيطاليا ولكن لدراسة الطب هذه المرة في جامعة «بادوفا-Padova
»
، ولكن غادر قبل الحصول على الشهادة حيث كان يتطلب الحصول عليها الدراسة لمدة ثلاث أعوام ولكن أجازته من الكنيسة سمحت له بعامين فقط. ولكنه سجل بعد ذلك في جامعة «فيرارا-Ferrara»، والتي حصل منها علي دكتوراه في قانون الكهنة.
بدأ نيكولاس العمل في الفلك وحده في الوقت ما بين 1510 و 1514 وكتب مقالته « Commentariolus» والتي كتب فيها اعتقاداته التي ظن أنها حلت مشاكل الفلك القديم ومنها: أن الأرض هي مركز الجاذبية ومركز دوران القمر، وأن جميع الكواكب تدور حول الشمس والتي بدورها تقترب من مركز الكون، وأن الكون أكبر كثيرًا مما يظنه الناس لدرجة أن المسافة بين الأرض والشمس تمثل نسبة صغيرة مقارنة بحجم الكون، وأن الحركة العكسية للكواكب- ظن العلماء قديمًا أن الكواكب تدور في مداراتها الطبيعية أحيانًا وتدور في الاتجاه المقابل أحيانًا أخرى- تحدث بسبب دوران الأرض وأنها ليست حقيقة وتظهر فقط لأن المُراقب لها ليس ساكنًا في المنتصف كما كانوا يعتقدون.
وكانت هذه المقالة هي الأولى من نوعها فنيكولاس هو أول من تبنى نظرية مركزية الشمس، و بالرغم أنه من الصعب جدًا تحديد الوقت الذي كُتبت فيه تلك المقالة إلا أن أحد الأساتذة في جامعة كراكو أشار في كتابه إلى نظرية لكاتب يقول فيها أن الأرض تتحرك بينما تظل الشمس ثابتة، وكان ذلك عام 1514.
وبالرغم من أن نموذج نيكولاس غيّر نسق الكون إلا أنه لم تخل من الأخطاء فمثلًا، احتفظ نيكولاس بالفكرة الكلاسيكية أن الكواكب تدور في مدارات دائرية منتظمة، ولكن «جوهانز كيبلر
»
 أوضح أنها تدور في مدارات بيضاوية.
نُشرت أفكار نيكولاس قبل شهرين فقط من وفاته ولكنها أخذت حوالي مائة عام لتُأخذ على محمل الجد عندما ادعى «جاليليو جاليلي عام 1632 أن الأرض تدور حول الشمس.
مات نيكولاس في 24 مايو 1543 إثر جلطة عن عمر يناهز السبعين عامًا، ولكنه كان وسيظل أحد أعمدة التنوير في علم الفلك.