أثار إعلان برمجة حفل فني بمناسبة ذكرى ثورة التحرير الجزائرية لمغني الراي الشهير باسم هواري منار جدلا واسع، خاصة أن الكثير من النشطاء والإعلاميين والفنانين وحتى مواطنين عاديين اعتبروا أن برمجة حفل لهذا المغني المثير للجدل بسبب «تشبهه» بالنساء، إهانة للثورة وللشهداء الذين سقطوا من أجل استقلال الجزائر.
وكان إعلان الديوان الوطني للثقافة والإعلام، وهي هيئة حكومية تقوم بتنظيم المهرجانات والحفلات الفنية والعروض المسرحية والسينمائية عن برنامج الاحتفالات بالذكرى الـ 63 لاندلاع ثورة التحرير الجزائري يوم الأول من نوفمبر قد فجر بركان الغضب، خاصة أن إعلان البرنامج أكد ما كان متداولا من أن المغني المثير للجدل هواري منار سيقوم بإحياء حفل في مدينة قسنطينة التي توصف بمدينة العلم والعلماء.
وفور تأكد برمجة هذا الحفل اندلعت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي للتنديد بهذه الخطوة، التي اعتبرها الكثير من رواد تلك المواقع من إعلاميين ومثقفين وفنانين إهانة للثورة وإهانة للشهداء وللجزائريين عموما، وانطلقت عملية جمع توقيعات للمطالبة بإلغاء ، مشاركة الهواري منار، ومحاسبة مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي إذا سمح له بصعود المنصة المخصصة للغناء بمدينة قسنطينة في هذه المناسبة العظيمة لدى المواطنين الجزائريين.
وسارع الوالي أمام تضخم قضية الحفل، وتحولها إلى فضيحة، إلى اتخاذ قرار إلغاء مشاركة هواري منار وتعويضه بفنان أخر، لكن ذلك لم يمنع الغاضبين من ديوان الثقافة والإعلام إلى توجيه رسالة مفتوحة إلى والي ولاية قسنطينة مطالبين إياه بالتدخل لإعادة القطار إلى السكة، بسبب تصرفات الديوان الذي كان السبب باحتكاره للمشهد الثقافي، على حد قولهم، في إحداث شرخ كبير بين المثقف والنشاطات الرسمية، مطالبين إياه بوضع حد لتغول الديوان في المشهد الثقافي وسيطرته على قاعة العروض أحمد باي المعروفة باسم «الزينيت» وهي أكبر قاعة عرض في الجزائر.
وكتب الإعلامي قادة بن عمار ساخرا على صفحته في موقع فيسبوك ساخرا ومتسائلا عن نوعية الأغاني التي كان هواري منار سيؤديها في حفل بمناسبة اندلاع ثورة التحرير؟ هل كان سيغني «حبيبي طاحلي (سقط مني) التليفون؟» «أم حبيبي ريبوندور» (بريد صوتي) أو هل كان سيؤدي أغنيته الثورية «حبيبي ساميني (تعال جنبي) وارقد»!!
وكتبت الفنانة المسرحية والسينمائية نوال مسعودي على صفحتها متحسرة: «هذا المنار… كان مقررا أن يقف على خشبة المسرح في ليلة مجيدة احتفالا بتاريخ عظيم ألا وهو الأول من نوفمبر ذكرى اندلاع الثورة التحريرية المجيدة الخالدة.
ذكرى تذكر وترحم على أرواح رجال أبطال استشهدوا من أجل أن تحيا الجزائر بأبنائها، لا أن يقف هذا المنار، ليرقص على جثثهم على وحدة ونص، رقصة مدفوعة الأجر من الشامتين أعداء الوطن.
وكتبت الفنانة المسرحية والسينمائية نوال مسعودي على صفحتها متحسرة: «هذا المنار… كان مقررا أن يقف على خشبة المسرح في ليلة مجيدة احتفالا بتاريخ عظيم ألا وهو الأول من نوفمبر ذكرى اندلاع الثورة التحريرية المجيدة الخالدة.
ذكرى تذكر وترحم على أرواح رجال أبطال استشهدوا من أجل أن تحيا الجزائر بأبنائها، لا أن يقف هذا المنار، ليرقص على جثثهم على وحدة ونص، رقصة مدفوعة الأجر من الشامتين أعداء الوطن.
وحتى إن ألغي الحفل، فلن تلغوا « الفعل» لن تلغوا حرقة في نفوس «أحفاد الشهداء « في أنكم لعبتم على الأوتار، وجرحتم المشاعر وتلاعبتم «بوطن» وتاريخ بأكمله… لا يليق به كل هذا «العفن» العمدي مع سبق الإصرار والترصد»!