الجيل الثاني يقصد به أبناءنا الذين ولدوا في بلاد المهجر وتربوا وتعلموا فيها ومثلنا علي إيطاليا وان كنت أعتقد أن الفروق ليست جوهرية في باقي دول الاتحاد الأوربي أو قل الدول الغربية .
الموضوع غاية في الأهمية والخطورة بما نراه ونعايشه علي مدار 28 عاما ومن خلال الأبحاث والمعلومات الخاصة بالموضوع .
وعلي ذكر الإندماج وهو موضوع حيوي وأساسي بالنسبة لحكومات الدول الأوربية ويرصد لها الأموال والبرامج والمشاريع والأبحاث والمؤتمرات .
للعمل علي إدماج المهاجر في المجتمع الذي يعيش فيه ليكون مواطن منتج ومفيد ومتناغم مع المجتمع من حوله ومن أوائل الأدوات للإندماج تعلم اللغه الإيطالية والتي أصبحت شرطا أساسيا للحصول علي الإقامه الدائمة .
وإن كنا نؤكد باستمرار من خلال المؤتمرات والفعاليات وورش العمل الخاصة بالهجرة والإندماج وحوار الحضارات .
إن الإندماج لايعني تخلي الأجنبي (المهاجر )عن جذورة وأصولة الثقافية أو الدينية أو أي انتماءات لهويته الشخصية.
بل هي إدماج الثقافات المختلفه وتطويعها مع ثقافه المجتمع من أجل إضافه قيمة وثراء ثقافي تعددي في مجتمع يعيش في جنباته 196 إثنية وعرقيه مختلفه والذي تتميز به إيطاليا.
وتساعد القوانين والدستور ويؤكد علي مبادئ التعددية والتعايش .
الوجه الأخر للعمله هو الأجنبي نفسه هل يتفاعل ويستجيب مع هذه الإمكانيات والتسهيلات القانونية والإجرائية والاجتماعية ليصير مواطن أوربي بأخلاق وعادات عربيه وإسلامية .
القليلون من الأسر هم من نجحوا في تحقيق هذه المعادله الصعبه .
ونجد الكثير من المشاكل الأسريه التي بدأت تظهر بل والماسي والجرائم .
فنجد من قتل إبنته لمصاحبتها شابا من سنها، أو لعدم ارتدائها الحجاب والعيش بأسلوب غربي كامل، ومنهم من اشتكت أبويها لمنعها من الخروج بحرية ومصاحبه صديقها .
وهناك الأباء الذين دخلوا السجون لضربهم أبناءهم .
هناك فجوه كبيرة في التربية خلقت هذه النوعيه من الماسي وحتي وإن كانت باعداد قليله ولم تعد ظاهرة .
ولكن المستقبل ينبئ بالكثير من التطورات والتغيرات المؤثرة علي ثقافاتنا وديننا
فالمهمه شاقة وتحتاج لرؤية متانيه .
الطفل يذهب للحضانة من سن الرابعة ويستمر في التعليم لبعد العشرين
ويقضي بالمدرسة مايقارب ثمانية ساعات يوميا يتعامل ويتفاعل مع زملائه ومعلميه
ويبدأ رصيده الثقافي والمعرفي يتكون من هذه التفاعلات والأحداث وفي هذه السن
والأب في عمله طوال اليوم لتأمين المعيشه الكريمه لهم.
فإذا كانت الأم مصريه أو عربيه وعندها من المسؤليه والوقت لفهم المجهود المضاعف عليها في بلاد الغربه في تربيه الأبناء وخاصه البنات وأيضا النزول المستمر للبلد الأم والارتباط بالأهل وزرع محبه البلد (مصر ) وعاداتنا وتقاليدنا وأيضا تعليم اللغه العربية والقران للمسلمين في المنزل وتكون من الأولويات القصوي للأب والأم
تنجح كثيرا هذه الاسر في تجاوز انفصام الشخصيه والهويه عند جيلهم الثاني
وإن كان لابد أيضا من محاورة الأبناء باستمرار للتعرف علي المواقف التي قد يتعرضون لها نتيجه لدينهم أو لونهم أو ملبسهم تزامنا لبعض الأحداث السياسية ومعالجه الامر بمنتهي التعقل والفهم العميق حتي لاتترك آثارا نفسيه عميقه منها الخجل من كونه عربي أو مسلم.
في تلك القضيه لابد من استشعارها من قبل الوالدين وبث الثقه بالقومية والديانة بطرق وأساليب مختلفه وغير مباشرة ومستمرة .
أما بالنسبة للأباء للمتزوجين من أجنبيات
فمسؤلية الزوج انتحاريه خاصه إذا لم يكن متفق قبل الزواج علي أسلوب تربيه الأولاد وهويتهم وديانتهم
ومن لا ينتبه لذلك ويترك أولاده لتربيه زوجته الأجنبيه أقل أثر سيصبح الأبن إيطاليا قلبا وقالبا ( إلا من رحم ربي ) .
وممكن أن نري منهم الكثير من عقوق للأب والخروج عن طاعته وحيث أن القانون هنا لايعترف بضرب الأبوين كأسلوب تربيه ولذا يجرم فورا الأب الذي قد يقدم علي تربيه ولده لشربه السجائر مثلا أو ابنته لمصاحبتها صديق .
وفي كل الأحوال الجميع مظلوم , فالأب هاجر وسافر ويعمل بكد لمستقبل أولاده .
وفالأبناء أو البنات وجدوا أنفسهم في مجتمع غربي ترعرعوا فيه منذ صغرهم صاحبوا وزاملوا أقرانهم من جنسيات وملل أخرى
تبادلوا معهم أيام الفرح والمرح والرياضه والرحلات وأحلي ذكريات العمر ومواقف المراهقه والشباب
هم أيضا مظلمون لتركهم فرادي في أهم مراحل تكوين شخصياتهم والتي تكون كامنه طوال مراحل الطفوله وتظهر فجأة مع بدايه مرحله النضج والمراهقة والتعبير عن الذات.
أرجو أن أكون قد سلطت الضوء علي جانب من تلك القضية الهامة في انتظار تعليقاتكم وتجاربكم للاستفاده والعظة.