الجنسية الإيطالية لأبناء المهاجرين..حلم ضائع بين الإستغلال الإنتخابي وخوف الإيطاليين - الإيطالية نيوز

الجنسية الإيطالية لأبناء المهاجرين..حلم ضائع بين الإستغلال الإنتخابي وخوف الإيطاليين


مشهدان يميزان سياسة  الهجرة في إيطاليا منذ شهور:
المشهد الأول :حديث لا ينتهي عن قانون "إيوس صولي"دون أن يتجاوز مكانه بين أخذ ورد، يتقاذفه مجلس النواب وتارة مجلس الشيوخ، مابين معارضة وأغلبية كل يحاول إلقاء المسؤولية على الآخر ودون الوصول إلى حل.

المشهد الثاني: إستطلاع للرأي صدر مؤخرا بإيطاليا، ونقلته وسائل الإعلام، يؤكد أن قرابة نصف الإيطاليين،حول الموضوع يرفضون رفضا باثا منح الجنسية لأبناء المهاجرين.

من خلال المشهدين يتضح الآتي:

1-إيطاليا غير مستعدة كما هي العديد من البلدان الأوروبية الأخرى لمنح جنسيتها لهؤلاء الأبناء، مهما كانت الدعاوي، والسبب راجع بالأساس إلى عقلية محافظة، وذهنية تتخوف من إنقراض الإيطاليين أصحاب العيون الزرقاء والشعر الأشقر، رغم أن المجتمع نفسه في حاجة لأبناء المهاجرين إذ تؤكد التقارير إرتفاع نسبة مواليد الأجانب بإيطاليا على حساب الإيطاليين أنفسهم.

2-إيطاليا دولة بنيت ديموقراطيا بعد الحرب العالمية الثانية،على فكرتين العمل وإيطالية الموارد والإنتاج، لكن إيطاليا لم تعج ذلك البلد الذي يرفل في نعيم ماتركه الآباء المؤسسون، فالعمل لم يعد موجودا بإيطاليا كما كان موجودا قبل 15 أو حتى 10 سنوات، وسياسة الخوصصة التي أطلقتها الدولة في السنوات الماضية، جعلت البلد يدخل في أزمات إقتصادية لامتناهية، زد على ذلك مسؤولية النخبة السياسية التي تداولت الحكم في السنوات العشرين الأخيرة ، مع حجم الفساد الكبير وقوانين الهجرة المتبعة ،مما جعل الإيطاليين يفرون من بلدهم في إتجاه بلدان أغنى في الشمال، ولم يعد أمامها إلا قوة المهاجرين وشبابهم، إن لم يكن من أجل النهوض بالبلد فعلى الأقل الحفاظ على مستوى الرفاه الذي تعيشه.

3-كلما إقترب موعد الإنتخابات إلا وخرجت إلى الساحة ، مواضيع من قبيل الجنسية، والهجرة، والإسلام من رفوفها، ليتم إستغلالها بشكل مغرض في كثير من الأحيان ،لشراء أصوات الناخبين، وليس غريبا أن تنضم إليهم جوقة من الصحافة الصفراء، في سبر سلبيات منح الجنسية لأبناء المهاجرين والتحذير من نهاية الإيطاليين، والشك في نوايا المهاجرين وأبنائهم ورفع رايات العداء لهم مستغلين جهل المواطن الإيطالي بكثير من المواضيع ومذكين الصراع بين الفقراء داخل المجتمع، تنعكس على إستطلاعات الرأي، والتي تعطي للأسف رفضا شبه مطلق لمنح الجنسية لأبناء المهاجرين، والذين هم بالمناسبة إيطاليون بالولادة والعيش واللغة وفي كثير من الأحيان حتى بالدين.

لا ينفي وجود هذه التحليلات وجود مسألة ينبغي الإنتباه إليها وهي ضرورة عمل المهاجرين أنفسهم وأبنائهم من داخل الجمعيات، والوداديات، وكل سبيل لتغيير نظرة المجتمع الإيطالي ،إتجهاهم وتأسيس جبهة مدنية تسعى لتحقيق حقوقها بطريقة قانونية ،فحق العيش كمواطنين في هذا البلد حق طبيعي وضروري سواء اليوم أوغذا.

نقلا عن صحيفة المهاجر بريس