نهاية سيف الدين سلمان: سأعيش طفولتي مرتين - الإيطالية نيوز

نهاية سيف الدين سلمان: سأعيش طفولتي مرتين

نهاية سيف الدين سلمان

لم أعش طفولتي هنا
لأني احتفظ بها بعيدا
وجوه اختفت من عالمي
تحولت إلى ذكريات سعيدة وحزينة 
 أخذت معها سنوات ومنها من أخذ سوى لحظات
لكن أأغلبها أخذت من روحي الهناء مساحات

لم يبق غير كمشة من حنيني
كأني محكوم علي أن أخنق أنيني
وأشيّع نفسي بيدي
وأحمل جسدي نعشي ولحدي.
أفتقد الحياة مع كل همسة
وتتلاشى خيوطها مع كل لمسة
كلما طال عمري أبلغ نهاية، حيث لا رجوع
حيث تُبدأ الحظات الأولى في جوف الدموع
وحيث يُقطع حبل الخلاص 

أنا
مكرهة على معادلة صعبة: 
الحياة مقابل الموت البطيء،
 كم هو صعب هذا الشعور
بتر أجزاء منا

نتعلم لغة البقاء، ونقتل الأشياء حتى نعيش، 
ألم نفقد نورنا، احلامنا، اهلنا مع مرور الزمن?
حياتنا تنتهي عند بداها 
نشيع الزمان، والمكان، والخلية، والأشخاص 
 لنصل الى الروح التي لا يمكن ان تعيش
دون المشاركة مع مكوناتها 

الموت 
يولد معنا ويكبر حتى يأخذ معه المحيط والنفس  
الموت
 هو الدافع الحقيقي للحياة 
ليس العكس لولا العدم لما كان الوجود. 
كم نحن مختلفون وغامضون
سر وجودنا مقترن بوقت ومكان وأناس 

أشعر بشيء يكبر داخلي يأخذ مني كل معنى للخوف 
ألم أكن بعالمين مختلفين 
فالدنيا استقبلتني ثم محت كل الذكريات 

 سأنتقل الى عالمين  دون أي علم بهما 
لاعيش طفولتي مرتان 
لن أخاف ولن أتردد
بخوض تجربة أكثر صعوبة.
النسيان هو سيد الموقف
  هو الباقي مع أي حياة.