كاتب جزائري بالمهجر: "دول شمال أفريقيا "سجن كبير " للشباب" - الإيطالية نيوز

كاتب جزائري بالمهجر: "دول شمال أفريقيا "سجن كبير " للشباب"

الكاتب الجزائري "عمارة لاخوص"

اعتبر الكاتب الجزائري "عمارة لاخوص"، الذي عاش في "إيطاليا" لمدة 20 عاما قبل أن ينتقل إلى "نيويورك" منذ ثلاثة أعوام، أن الهجرة هي الأمل الأخير لشباب دول شمال أفريقيا حتى يستطيعوا تحقيق أحلامهم في حياة أفضل، كما اعتبرها شكلا من أشكال الاحتجاج ضد الأنظمة الحاكمة الفاسدة في هذه البلدان، التي أصبحت "سجنا كبيرا" للشباب.

رأى الكاتب الجزائري "عمارة "لاخوص" أن " الهجرة بالنسبة لشباب شمال أفريقيا  هي الأمل الأخير حتى يحققوا أحلامهم في حياة أفضل، بعد أن أصبحت بلادهم الأصلية مجرد سجن كبير  بالنسبة لهم". وعاش لاخوس في إيطاليا مدة 20 عاما، قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث يعيش في نيويورك منذ ثلاثة سنوات.
و"لاخوص" هو مؤلف رواية "صراع الحضارات في مصعد في بياتسا فيتوريوالتي تمت ترجمتها إلى اللغات الفرنسية والإنجليزية والهولندية والألمانية، وكذلك رواية "الطلاق من النموذج الإسلامي"، التي نشرت باللغة العربية في لبنان.
فيلم عن المهاجرين في إيطاليا
وقام "لاخوص" أيضا بكتابة نص سينمائي لفيلم بعنوان " تارانتا على الطريق"، وأخرجه سالفاتور الوتشا، وهو فيلم كوميدي عرض مؤخرا في إيطاليا. ويحكي الفيلم عن شاب وفتاة تونسيين وصلا لتوهما إلى إيطاليا، ضمن موجات المهاجرين الذين غادروا بلادهم على متن قوارب، بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والثورات العربية الأخرى.
ويلعب دور الشاب والفتاة كل من حلمي دريدي ونبيهه عكاري، وهما تونسيا الأصل يعيشان في فرنسا. ويحاول الشاب والفتاة خلال أحداث الفيلم الوصول إلى دول أخرى، حيث تريد الفتاة الوصول إلى فرنسا، بينما يرغب الشاب في الذهاب إلى لندن، لكن ينتهي بهما المطاف في إيطاليا وسط مخاطر ملاحقة الشرطة للمهاجرين غير الشرعيين. وعلى الرغم من مساعدة فرقة شباب موسيقيين إيطاليين للفتاة والشاب التونسيين، إلا أنه في لحظة معينة يتم القبض عليهما من خلال أحداث غير متوقعة، بينما تعزف إيقاعات لحن تارانتا، وهو نوع من الموسيقى الشعبية في المنطقة الجنوبية من مقاطعة بوليا.
الهجرة نوع من الاحتجاج ضد الأنظمة الحاكمة والفساد
وقال "لاخوص" إن " الفيلم كوميدى، واعتقد أن الكوميديا لها تأثير أكبر من الدراما، لذلك فهي انعكاس للأحلام، وبالنسبة للشباب في الجزائر وتونس والمغرب ومصر فالهجرة هي الأمل الأخير ليصبحوا قادرين على تحقيق أحلامهم بحياة أفضل، بعد أن أصبحت بلادهم سجنا كبيرا بالنسبة لهم".
وأضاف الكاتب أن " دوافع هؤلاء الشباب إلى مغادرة بلادهم لا تزال قوية، وأن الهجرة بالنسبة لهم عمل من أعمال الاحتجاج ضد الطبقات الحاكمة الفاسدة".
وعلق على موجات الهجرة الكبيرة التي تعرضت لها إيطاليا منذ عام 2011، قائلا إن " الوضع أصبح أكثر سوءا، وفي كل مرة نقول إننا وصلنا إلى القاع، لكن يبدو أن الأسوأ ربما لم يأت بعد، والاتحاد الأوروبي فشل عندما تخلى عن إيطاليا".
 عمارة لخوص روائي جزائري من مواليد الجزائر العاصمة 1970 وينحدر من عائلة ذات أصول أمازيغية، حيث كان يستخدم لغة مشتركة بين العربية والفرنسية واالأمازيغية. تخرج من معهد الفلسفة بجامعة الجزائر عام 1994. حصل على الدكتوراه في الأنتربولوجيا الثقافية من جامعة روما. يكتب باللغتين العربية والإيطالية. نشر روايته الأولى "البق والقرصان" عام 1999. ثم "كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك" التي ناقش فيها موضوع العنصرية وصراع الحضارات من خلال حكاية مجموعة من الشخصيات المهاجرة إلى روما. وقد ترجمت هذه الرواية إلى عدد كبير من اللغات، بعد أن عاود كتابتها بالإيطالية، وتم تحويلها إلى فيلم سينمائي في إيطاليا من إخراج "إيزوتا توزو" Isotta Toso. وتلقى تهديدات كما العديد من أصدقائه وزملائه.


وفي عام 1995، قرر "لاخوص" أن يترك الجزائر، وقال " لقد تعبت من انتظار قتلي". وكانت الحرب الأهلية في الجزائر قد اندلعت قبل هذا التاريخ بعامين.

نقلا عن موقع: مهاجر نيوز