"كيارا"، فتاة تبلغ من العمر 18 عاما، وتسكن في بلدة صغيرة بمحافظة "فيرْتْشيلّي"، كانت تقدمت بترشيح للعمل "أمينة صندوق" بأحد المحلات التجارية بمدينة طورينو، لكن صاحب المحل، حينما تصفح حسابها على الفايسبوك ورأى صورها مع شاب ذو لون بشرة تميل إلى السواد، ردا عليها هكذا: "عني أنا، يمكنك الخروج حتى مع وحش مدينة فيرينسي، لكني اسمحي لي بأن لا أئتمن صندوق محلي إلى من (فتاة) تتقاسم حياتها مع إفريقي".
وكان من فجر الجدل هي نفسها كيارا، وفقا لما نقلته صحيفة "لا ريبوبليكا" بعد نشرها للمحادثة التي دارت بينها وصاحب المحل على مواقع التواصل الإجتماعي، لتحصل بعد ذلك على العديد من رسائل التضامن.
كيارا، كانت نشرت إعلانا على الفايسبوك تقول فيه إنها تبحث عن عمل، فطلب منها صاحب المحل أن تبعث له سيرتها الذاتية عبر البريد الالكتروني، من هناك بدأ التبادل في الرسائل بينهما، بحيث كتبت لصاحب المحل بأنها أرسلت له سيرتها الذاتية، فكان رد هذا الأخير صادما: "إنني رأيت جيدا صفحتك على الفايسبوك. لا أعتقد أنك الشخص الذي أبحث عنه، أنا أسف". وبعد تبادل رسائل أخرى كتب لها من جديد: "إذا أردت أن أعطيك نصحا صغيرا، سأقول لك، غيري صورة "بروفايل" ولا تظهري علاقتك (في إشارة إلى العلاقة التي تربطها مع شاب إفريقي من نيجيريا) )، لأ أدري إذا كنت وضحت أو لا".
وفي هذا الصدد، خرجت رئيسة التجار بمدينة طورينو، "ماريا لويزا كوپّا"، بتعليق تندد فيه الطريقة المخزية التي تعامل بها صاحب المحل التجاري مع هذه الفتاة، وقالت: "إن تاريخ شركاتنا تأسس أيضا بتعاون العديد من المهاجرين، الذين تم توضيفهم بناء على رغبتهم الملحة في العمل، ولقدراتهم المهنية وأيضا بتجاربهم التي لا شك أنها منحت لهم مستقبل أفضل..فالاحترام والاندماج هما قيمتان تنعشان نشاطاتنا المهنية وغيرها وأن تصرفا مثل ذلك الذي قدمنا شكاية ضده إلى نقابيينا لا يمثل ثقافتنا إطلاقا."