دفعت الحكومة الإيطالية، أول زورق بحري نحو السواحل الليبية، في خطوة لدعم خفر السواحل الليبي، بهدف التصدي لقوارب المهاجرين غير الشرعيين ومنعهم من الوصول إلى السواحل الإيطالية.
ومن المقرر أن ينهي زورق الدورية التابع للبحرية الإيطالية، «مهمته الاستطلاعية يوم الثلاثاء المقبل»، وذلك بالتزامن مع عرض الحكومة الإيطالية تفاصيل البعثة العسكرية البحرية المقرر إرسالها إلى ليبيا أمام البرلمان الإيطالي.
وقالت مصادر حكومية في روما، إن حجم بعثة الدعم العسكرية الإيطالية لخفر السواحل الليبي لا تتعدى سفينة أو سفينتين، مزودتين بمروحيات خاصة، وأوضحت أن القرار النهائي في هذا الصدد سيتم اتخاذه بالاتفاق مع حكومة «فايز السراج» في العاصمة الليبية طرابلس، بحسب وكالة «آكي» الإيطالية.
وكان «السراج»، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، نفى الأسبوع الماضي، أن يكون قد وافق على منح الإذن لقطع بحرية إيطالية بالدخول إلى المياه الإقليمية لبلاده، لكن زورق الدورية التابع للبحرية الإيطالية أبحر بالفعل متجها إلى ليبيا.
وقال «السراج»، في بيان، إن «ما تم الاتفاق عليه مع إيطاليا هو استكمال برنامج دعم خفر السواحل بالتدريب والتجهيز بقدرات تسليحية ومعدات تمكنه من إنقاذ حياة المهاجرين، ومواجهة المنظمات التي تقف وراء الهجرة وعمليات التهريب، إضافة لدعم حرس الحدود وتزويدنا بمنظومة إلكترونية لتأمين ومراقبة الحدود الجنوبية».
وفي 14 يوليو الجاري، التقى وزير الداخلية الإيطالي «ماركو مينيتي»، «السراج» بالعاصمة طرابلس، حيث أشاد «السراج» في حينه بدعم ايطاليا لحكومة «الوفاق الوطني» وما تبذله من جهود في مساعدة ليبيا على تخطي الأزمة الراهنة.
وتقود إيطاليا جهود رفع كفاءة وفاعلية خفر السواحل الليبي لمكافحة مهربي البشر، وذلك من خلال تدريب الأفراد ومساعدة حكومة طرابلس على تطوير أسطولها.
من جهة ثانية، نقل وزير الثقافة اللبناني الأسبق الدكتور «غسان سلامة»، الذي بدأ رسميا مهام منصبه بصفته أحدث رئيس لبعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، عن «أنطونيو غوتيريش»، الأمين العام للأمم المتحدة الذي التقاه أول من أمس للمرة الأولى، أن موقع ليبيا المتميز هو موضع اهتمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة، موضحا أنه يتابع الملف الليبي عن كثب.
وأضاف «سلامة» في تصريحات لمركز أخبار المنظمة الدولية، أن الوساطات الخاصة بإيجاد حل للأزمة الليبية ومشروعات الحلول تعددت وتكررت خلال الأشهر الأخيرة. لكن «غوتيرتيش يعتقد، وأنا أعتقد أنه على حق، بأن الأمم المتحدة خاصة يجب أن تبقى القائدة والرائدة في عملية البحث عن حل سياسي في ليبيا».
وأوضح «سلامة» أن أولوياته بصفته ممثلا خاصا لليبيا هي التفاعل والتواصل مع الليبيين، مؤكدا أنه سيقف جانبهم وفي خدمتهم، مثمنا اتفاق باريس الأخير بين «السراج» والمشير «خليفة حفتر» قائد قوات مجلس النواب المنعقد في طبرق، الذي تم برعاية الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، والذي شارك فيه بصفة مراقب، قائلا إنه يعد حلا سياسيا للأزمة الليبية.
وكان «السراج»، و«حفتر»، تعهدا الثلاثاء الماضي، بوقف إطلاق النار واتفقا على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية قريبا في ليبيا.
ولا يعترف «حفتر»، المعين من مجلس النواب المنعقد بطبرق علي رأس القوات في شرقي البلاد، بسلطة حكومة الوفاق، بينما يصر «السراج» على وجوب تبعية وخضوع القيادة العسكرية لسلطة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق.
وتتقاتل في ليبيا كيانات مسلحة عديدة، منذ أن أطاحت ثورة شعبية بالزعيم الراحل، معمر القذافي، عام 2011، فيما تتصارع على الحكم 3 حكومات، اثنتان منها في العاصمة طرابلس (غرب)، وهما الوفاق الوطني، المُعترف بها دوليًا، و«الإنقاذ»، إضافة إلى «الحكومة المؤقتة» في مدينة البيضاء (شرق)، التي تتبع لمجلس نواب طبرق، التابعة له قوات «حفتر».