استطاعت مهاجرة مغربية مقيمة بنواحي مدينة بريشيا أن تخلق الحدث بأمانتها عندما بادرت للبحث عن صاحب أموال عثرت عليها في الشارع العام لإعادتها له، ورفضها لأخذ المكافأة نتيجة فعلها النبيل.
المهاجرة المغربية التي رفضت الكشف عن هويتها ولا أخذ الصور لها تبلغ من العمر 28 سنة وهي أم لطفلة لا تتجاوز عامها الثاني، بينما كانت متجهة صباح أمس إلى عملها في أحد المطاعم ببلدة "سالي مارازينو" عثرت في طريقها على ظرف بداخله 800 يورو نقدا، وبمجرد وصولها إلى العمل أخبرت صاحبة المطعم بذلك مرجحة أن يكون المبلغ تقاعد شهري لأحد شيوخ البلدة، وأن بالها لن يهدأ إلا بإعادة الظرف لصاحبه.
من جهتها بادرت صاحبة المطعم الذي تشتغل به المهاجرة المغربية للإتصال بالوكالة البنكية القريبة من المكان الذي تم فيه العثور على الضرف، وبعد لحظات فقط تم تأكيد حدس المهاجرة المغربية وأن المبلغ فعلا وقع من أحد كبار السن القاطنين بالبلدة وانه طيلة الصباح وهو يبحث عنه.
صاحب النقود بدوره بعدما شكر المهاجرة المغربية على فعلها النبيل وحياها على امانتها قدم لها مبلغ 150 يورو كشكر لها او على الأقل بعدما رفضت المكافأة أن تأخذ 10 % من مجموع المبغ الذي عثرت عليه لأنه من حقها قانونا، إلا أن المهاجرة المغربية رفضت أخذ أي سنتيم من تلك الأموال وأن سعادتها الحقيقية تكمن في أنها استطاعت تقديم يد المساعدة لشخص في حاجة إليها.
وفي تصريح لصحيفة " بريشيا أوجّي" قالت المهاجرة المغربية لن أخفيكم أنه انتابتني لحظة ضعف شخصي لكي احتفظ بالاموال لنفسي إلا ان ضميري كان أقوى وكنت متأكدة أن تلك الأموال ضاعت من شخص كان في أشد الحاجة إليها، وأنا أشتغل منذ مدة وأعرف معنى التعب والكد من أجل العيش، مضيفة "أنا لدي ابنة وأرديها ان تتربى على قيم الإخلاص والصدق والتواضع والتضامن".
من جهتها قالت صاحبة المطعم أنه بالرغم من أن مستخدمتها المغربية تشتغل معها منذ حوالي سنة فقط إلا أنها من "طينة نادرة" فهي "تحسسك أنها لا تشتغل عندك وإنما تشتغل معك"، و"أنني تأثرت كثيرا لكلامها لي بأن ما حدث لها ماهو إلا "اختبار في الحياة وأنني سعيدة باختياري"، تضيف ذات المتحدثة.
نقلا عن موقع "مغريبيني"