أطلقت السلطات الأمنية، بناء على عفو ملكي بمناسبة عيد تولي الملك محمد السادس عرش الحكم في المغرب، في اليوم المصادف لتاريخ 29 لوليو"، سراح جزء ا من معتقلي حراك الريف، الذي انطلق من مدينة الحسيمة، شمال المغرب.
وبمناسبة الذكرى الـ18 لعيد العرش أصدر الملك محمد السادس عفوا، كما تجري به العادة في كل مناسبة وطنية ودينية، شمل 1.178 معتقل، بين هؤلاء أسماء زجت في السجن بسبب الاحتجاجات التي شهدتها الحسيمة في الأشهر الأخيرة، والذين لم توجه لهم تهما تتعلق بجرائم الثقيلة.
ووفقا لصحيفة "لاريبوبليكا"، التي تناولت الموضوع، لم يشر بيان وزارة العدل المغربية إلى أسماء المشمولين بالعفو، لكن أكيد كان بين أولئك أيضا المغنية الأمازيغية سليمة زياني، الملقبة فنيا بإسم "سيليا"، وهي أيضا ناشطة ومحركة بطريقة ما لقضية الريف، المنطقة الجبلية الوقعة على الساحل الشمالي للمغرب. "سيليا"، أصبحت في الأسبايع قبل اعتقالها رمزا وأيقونة للانتفاضة الاحتجاجية ضد الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المزرية بالمنطقة.
وتضيف صحيفة "لاريبوبليكا"، جرى توقيف المغنية "سيليا" من قبل السلطات الأمنية المغربية على إثر توسيع شعبيتها بين المتظاهرين جنبا إلى جنب مع خليفة ناصر الزفزافي "نبيل أحمجيق". الزفزافي الذي اعتقل في الـ29 مايو بتهم ثقيلة، بينها تهديد أمن الدولة، لم يدرج إسمه ضمن قائمة المتمتعين بالعفو الملكي.
وتعود الصحيفة نفسها للتطرق إلى موضوع الأيقونة الفنية لحراك الريف قائلة بأن سليمة الزياني طالبة تدرس التقافة الأمازيغية بجامعة وجدة، غادرت الدراسة بعد قتل الشاب بائع السمك محسن فكري، الذي فارق الحياة، ، في الـ28 أكتوبر 2016، بطريقة "أفلام الرعب"، سحقا بعصارة لشاحنة نقل الأزبال المنزلية بينما كان يحاول استرجاع السمك الذي صادرته منه السلطات الأمنية بمدينة الحسيمة، وهو المشهد المرعب والأليم الذي صوره الحاضرون حينئذ بهواتفهم ونشروه على مواقع التواصل الاجتماعي، فلقي انتشارا واسعا وغضبا توهجت شرارته لتشعل نيران حراك الريف.
ودائما وفقا للصحيفة ذاتها، وحسب تقديرات المنظمات غير الحكومية المتابعة لقضية اعتقال نشطاء حراك الريف، فقط 30 في المائة المعتقلين دخلوا ضمن قائمة العفو. وأطلقت الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان (AMDH) نداء يدعو إلى إطلاق سراح المعتقلين. "العفو الملكي شمل فقط 58 معتقلا من 270، وهو عدد غير كاف" حسب تعبير الناطق بإسم (AMDH)