Elammari Rachid |
تناولت العديد من المواقع والجرائد الإلكترونية خبر ولوج إحدى الأسر مسلمة أحد المسابح ببلدة "مونتيغروتو تيرمي" نواحي بادوفا بكثير من الإثارة الإعلامية رغبة من ساسة اليمين، هناك، في خلق نقاش عن قضية وهمية إسمها البوركيني.
والحقيقة أن تلك الأسرة هي إيطالية من أصول مغربية ذهبت الى المسبح بشكل عادي و دون أية خلفية وفتصادف وجود احدى مناصرات اليمين في المسبح التي تضايقت ربما من وجود تلك الأسرة المسلمة رغم التزامها بالقواعد التنظيمية المفروضة من أجل التنفع بالمسبح، واتصلت بإدارة المسبح التي لم تر في الأمر أي إخلال بالقانون، ليدخل على الخط بعدها أحد الساسة المحليين لخلق فرقعة اعلامية .
والحق يقال أنه لو سبق في علم هاته الأسرة أن وجودهم سيسبب مضايقة لأحد لاختارت عدم الذهاب إلى المسبح، ليس جنبا، ولكن سعيا نحو تجاوز كل ما من شأنه خلق الإثارة في المجتمع، ذلك لأننا نتحدث عن كوبل (الأسرة التي ذهبت للمسبح) يحمل مشعل التعايش ومشهود له بذلك في المنطقة ورسالتهم كانت ومازالت وستضل هي خلق نوع من الاطمئنان المجتمعي يكون سبيلا نحو أفق التعايش وما أحوجنا إليه.
لذا فإن البوركيني ليست معركة هاته الأسرة ولا معركة المسلمين عموما بإيطاليا بالمقارنة مع قضايا اجتماعية و إقتصادية هي أكثر إلحاح، وغالبا مايتم القفز عليها من قبل البعض ممن لا يؤمنون بقيم التعايش (أقصد هنا بعض ساسة اليمين)، فيسعون إلى جر النقاش المجمتعي نحو قضايا هوياتية، وبعض الأحداث المعزولة وجعلها موضع نقاش عام عوض مواجهة قضايا البطالة والأزمة الاقتصادية التي تنغص الحياة اليومية للمواطن.
لذا، فقضايا مسلمي إيطاليا الأولى ينبغي أن تتجه نحو أن تكون لهم قيمة مضافة في المجتمع عبر بث روح الطمأنينة والتعايش المجتمعي وهذا لن يتأتى إلا عبر تجاهل تحاشي كل دعوات الكراهية من أي كان ولعل كم الرسائل التي تحمل التضامن وأبرزها الرسالة الخاصة لعمدة المدينة إلى هاته الأسرة تجعلنا نتفاءل نحو المستقبل وتعزز روح الإنتماء إلى هذا الوطن.