مثلما فيه حالات نجاح كثيرة لمصريين في الخارج، هناك أيضا إحباطات ومشاكل ومآسي للبعض الأخر .
علمنا سابقا بحدوث كثير من الحالات الخاصة لمصريين اختفوا ولا نعلم عنهم شيئا، مثل حالة "عادل معوض" وغيره، وحالات قتل ووفيات غامضة مثل "محمد السيد" الذي عُثر عليه مقتولا على سكتي القطار، في نابولي، وحالة السجين الذي عُثر عليه مشنوقا بزنزانته.
اليوم، نجد أنفسنا وجها لوجه مع حالة جديدة من مشاكل المصريين في إيطاليا، والتي شاهدناها أول مرة بواسطة شريط فيديو يظهر فيه فيه رجل مسؤول يعتدي بالضرب والتعنيف الجسدي واللفظي على قاصر مصري، مع كل الأسف، في دار لإيواء القاصرين.
الضحية، "أحمد معوض" شاب مصري بلغ الثامنة عشر من شهور ووصل لإيطاليا على متن مركب هجرة غير شرعية وجرى إيداعه في دار للرعاية مثله مثل باقي القاصرين الذين لم يبلغوا بعدالسن الـ18، قاصرون ليس لديهم أسرة أو غير مُصطحَبين بديهم.
وجذير بالذكر أن في يطاليا تنتشر مراكز الرعاية في كل المدن الإيطالية وتتخطى ال2000 مؤسسة، وتأوي كل من ليس له أهل وموجود على الأراضي الإيطالية وحيدا.
وتمول هذه الدور من قبل وزارة الداخلية، وتدفع مبالغ معروفة يومية للإنفاق على هؤلاء الأطفال وإعادة تأهيلهم تعليميا أو مهنيا لدخولهم الحياة العملية بعد ال18 سنة.
من ناحية أخرى، تستخرج للأجانب رخص إقامه مؤقته مع إخضاعهم لهذا البرنامج التأهيلي حتى بلوغ ال18 عاما لتمنح لهم تصاريح إقامه عمل لمدة سنتين .
وأعود لقصتنا المحورية، أحمد معوض مع الكثير من أقرانه المصريين كانوا في مركز رعاية تديره عائلة إيطالية مارست عليهم جميع أنواع التعذيب والإهانات.
ويقول أحمد معوض صاحب المشكلة: "المعاملة كانت سيئة والطعام قليل والرعاية الصحية غير موجودة، وعندما بدأت المطالبة بحقي واشتكيت للمحامية المسؤولة عن دور الرعاية بدأت المعاملة تسوء ضدي من إبن صاحبة الدار، ما اضطرني إلى ترك الدار أكثر من مرة وتتم إعادتي إليها، لكن المشكل نفسه يتكررعلى شاكلته المألوفة هناك إلى أن كانت آخر مرة في نوفمبر الماضي. وكما شاهدتم في الفيديو الذي قام بتصويره زميل لي سرًا، قررت ترك الدار هذه المرة بلا رجعة، وتوجهت إلى المركز الرئيسي للقصر ب"فيا سالاريا" فحكيت لهم ماحدث، قاموا فورا بأخذي لمركز الأمن حيث فتحت محضرا فورا وأحضرت مترجما مصريا وأُخذت أقوالي وبالإضافة إلى الفيديو المصور.
بعد نشري للفيديو من عشرة أيام فقط قامت الشرطة بالتحريات اللازمة والتفتيش على الدار التي وُجد بها عدة مخالفات فأدى ذلك إلى إلقاء القبض على الام والإبن وتم التحقيق معهم والتحفظ عليهم منزليا لحين الانتهاء من التحقيقات ."
قرأ أحمد معوض المقال وشاهد الفيديو الذي نشرتهما مؤخرا على صفحتي وعلى الكثير من الجرائد والمواقع المصرية، وبعد أن قام القنصل المصري أيضا بعد إخباره بالذهاب إلى دار الرعاية وللشرطة والمحققين .
بعد نشري شاهد أحمد الخبر واتصل بي وفهمت منه القصة وانه لم يكن موجودا حينما ذهب القنصل إلى زيارة الدار
تواصلت معه فورا وحدد لنا ميعاد ليوم الثلاثاء، واستقبلنا في مكتبه واطمأنّ على أحمد وسمع منه مرة أخرى وأكد على متابعة السفارة للقضية ولقضية أي مصري يلجأ إليها أو تحدث له حادثة مثل أحمد.
وكنتُ اتصلتُ بصديقي المحامي "جيناور" لمقابلتنا أيضا لمتابعه سير قضية أحمد ودراسة إمكانية طلب تعويض للأضرار المعنوية لأحمد، وإذا لزم الأمر العرض على طبيب شرعي لمعرفه شكوى أحمد من ألم في رأسه بعض الأحيان والذي لم يفطن لعمل تقرير طبي وقت وقوع الحادث.
كما تشاورت مع المحامي "جينارو" بشأن خمسة قضايا أخرى تتعلق بإخوة مصريين تواصلوا معي على الخاص لاستشارتي لايجاد حلول لمشاكلهم الخاصة.
وسأكون دائما في خدمه إخواني المصريين على الدوام في أي استشارات أو مساعدات في إيجاد حلول لمشاكلهم، أو توجيههم إلى الطريق السليم، حتى لو تطلب الأمر الاتصال بمسؤلين للمساعدة في هذه الحلول قدر المستطاع، وطبعا لحلول لاتخالف القانون.
أتمنى أن يكون ردي على من يتصلون بي على الخاص حتى ولم أعرفهم يكون بصورة مرضية.