"ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"، امتثالا لهذة الآية القرآنية، وبسلوك نبيل في قمة الإنسانية قام مواطن مغربي بإنقاذ امرأة أقدمت على حرق نفسها أمام أحد مكاتب وكالة الضمان الاجتماعي بمدينة طورينو.
وقال المهاجر المغربي، المدعو "أنس صبري"، من مدينة الدار اللبيضاء، لوكالة "انسا" التي استجوبته عن عمله البطولي ذلك: "عندما يفقد المرء عمله يصل به الأمر إلى القيام بأفعال تدل على يأسه، أنا أتفهمها...".
وواصل "أنس" الذي أسرع إلى إنقاذ المرأة الإيطالية من الجحيم:"كنت في طابور شباك وراء المرأة التي كانت تبدو ظروفها خطيرة، ثم رأيتها تضرم النار في نفسها، كان ذلك خطيرا، فأسرعت نحو طفاية الحريق، فأخدته واستخدمته لإطفاء النار التي كادت تأكل جسدها".
وكان يوجد "البطل" أنس في مكتب الضمان الاجتماعي لأنه بدوره يعيش من غير عمل، وجوده في تلك اللحظة أنقذ روحا تحطمت معنوياتها بسبب البطالة وعدم القدرة على مسايرة متطلبات الحياة التي تتأسس على المادة.
وقال "أنس" عن وضعه الاجتماعي :"كنت أعمل كهربائيا، بحيث بفضل هذا العمل كنت ألبي حاجيات أفراد عائلتي الخمسة، لكنني الآن لا أستطيع. لست متزوجا، كيف أستطيع ذلك من دون مال؟.
من ناحية أخرى، استقبلت وكالة الضمان الاجتماعي المواطن المغربي الشجاع صباح أمس من أجل توجيه عبارات الشكر والامتنان له عن شجاعته وإيثاره.