مع غياب الأخلاق تموت لغه الحوار الحضاري الذي نص عليه الإسلام في جميع دياناته.
ولكن هناك حقيقةً ، لا يُعرف الشخص الإنسان الخلوق إلاّ في الوجود الاجتماعي، خاصة العملي الذي هو حقل تحقيق إنسانية ودعوه أخلاقية في مجتمعنا، ويُعرف ذلك الشخص في مواقف تكون بمثابة مرآة تعكس إنسانيته وأخلاقه، فتظهر عندما يسعى مبادراً إلى تقديم كل ما لديه من إنسانية لذلك الموقف، وبشكل بديهي لا يحتاج للتفكير، فذلك هو الإنسان الجوهر المجرَّد.
أما إذا تصرَّف عكس ذلك وأهمل الموقف الإنساني، فلن أضع له وصفاً أقل من أنه آفة المجتمع وتشوهاته، وعليه أن يعيد حساباته في إنسانيته وأخلاقياته لعلها تعود إلى الحياة ويحيا ضميره بعد الموت. كلنا يعرف أن إنسانية المواقف وأخلاقياته الاجتماعية أصل الفكر وأصل الإنسانية كلها.وتهذيب الأخلاق يتكون من الانسانيه واحترام لغه الحوار حتى وإن اختلف معه في الرأي.
وهنا الإسلام يفرض تحقيق الإنسانية لتتجاوز حدود المجتمع بهدف أن تصل إلى الإنسانية الأخلاق العامه والانتماء للعالم كله. وعالمية الإنسان الخلوق هو مبدأ يحقق احترام الإنسان وتقديره، فكل إهانة تلحق بالإنسان تلحق بالجنس البشري كله. فالإنسانية ـ كما أُثبتتْ ـ ليست مجرد فطرة جاهزة التحضير، وإنما هي حس روحاني يحتاج للعناية والتنظيم ليكبر ويرتقي ويصبح مبدأً يحيا به البشر .
وبمناسبة الإنسانية لا بد أن أشيد بالقيادات الوطنية المسئولة التي تقوم بعملها بإخلاص، المبنية على القيم الإنسانية الفاضلة والمنهج التربوي الإسلامي القويم. وهذه القيادات رُبِّيت ونمتْ وسُقيت بالمثل والمبادئ حتى الارتواء فنبتت نباتاً حسناً خالياً من الأمراض والعلل الاجتماعية.
تربية صالحة أنبتت إنسانية مسئولة لا تتحكم فيها الغرائز والأهواء، تعرف ما يعنيه ماضيها وما يفرضه حاضرها وحجم ما تعدّه للمستقبل، مسئولة عن علاقتها بالآخرين، تقدم كل ما تستطيع تقديمه لتسعد الجميع، وترتقي بالوطن وتعين وتتعاون بكل ما تصلح به الحياة وتسعد به النفوس.عمل بنقاء الضمير، وتعيش للجميع، للمجتمع والوطن، محققة أسمى الأهداف بنبل الأخلاق وسمو المبادئ، في كافة المجالات المختلفة، تمثل الإنسانية والاخلاق المجردة، فلهم مني التقدير ومن الله الجزاء. أما غيرهم فمن الله العوض، وعليه العوض.
دعوتي للمرتزقة الوصوليين أن يتركوا القيادات تعمل لخير الوطن وأبناءه، وأن لاتهزوا بمعتقداتكم لتصلوا لأعلى الدرجات، فلم ولن تصلوا إلى أهدافكم الا بالخلق والصدق والعمل الوطني المجرد من المصالح والهاترات البذيئه داخل مصر وخارجها.دعوه مجرد بصدق وحسن نوايا اعملوا بثقه وحب لمصر وقيادتها بشكل صريح، عبّروا عن غضبكم بلغه الحوار واحترام الاّراء، لا بالتحريض والتباغض، اتقول الله، ساعدوا مصر وأبناءها في الداخل والخارج على تخطي الصعاب بوقوفكم مع القياده الصادقه وحسن الاستماع والصبر لتتمكنوا من الاصغاء السليم!.
الرئيس خط أحمر والقيادات هي جوانب مصر الصلبه فمن أراد مصر اعتنق لغة الحوار والفهم الحضاري.
دمتم بخير