على خطى التطبيع تحت الطاولة، وتحديداً بعد اندلاع الأزمة الخليجية بيوم واحد حين أشارت إلى ان السماح بسفر طائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بخط مباشر من السعودية إلى إسرائيل يأتي في إطار افتتاح هذا الخط المباشر باليد الأمريكية حتى لا يخجل حكام السعودية أمام شعبهم الصابر، جاء الكشف عن محادثات اقتصادية بين إسرائيل والسعودية، من قبل صحيفة “ذا تايمز” البريطانية، ليسلط الضوء على التطبيع الجاري بين الطرفين، سواء على المستوى الاقتصادي أو الأكاديمي، ليكون مدخلاً لنسج “علاقات طبيعية”، على حدّ تعبير الصحيفة نفسها.
غير أنّ تقرير الصحيفة لا ينفصل عما أوردته وسائل إعلامية أخرى منها “سي أن أن” وصحف ومواقع إسرائيلية، تطرقت إلى مشاريع اقتصادية تجمع الطرفين، يتوقع أن تشهد تطورا سريعا لتشمل تسيير خطوط طيران إلى الرياض. وكذا، مد خط سكة حديدية بين السعودية والإحتلال مرورا بالأردن، بدعم من الإدارة الأميركية الحالية بقيادة دونالد ترامب.
خط طيران
ووفقا لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإن الولايات المتحدة الأميركية تجري اتصالات سرية مع السلطة الفلسطينية والسعودية والأردن لتنسيق أول رحلة طيران لحجاج فلسطينيين من مطار “بن غوريون” إلى السعودية.
وبحسب ما نقلت وكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك” عن الصحيفة الإسرائيلية أول من أمس، فإنه بسبب عدم وجود علاقات علنية بين إسرائيل والسعودية، ستضطر الطائرة للهبوط لفترة قصيرة في مطار بعمان.
وصرح مسؤول إسرائيلي بأن الاتصالات تمر بمرحلة فحوصات متقدمة، مؤكداً أن رحلة الطيران ستقوم بها شركة أجنبية، ليست سعودية ولا إسرائيلية، والفلسطينيون سيكون بإمكانهم السفر طيرانا إلى الأماكن المقدسة في مكة والمدينة وهذه ستكون المرة الأولى.
وانطلقت، في أواخر مايو الماضي، أول رحلة جوية مباشرة بين العاصمة السعودية الرياض وتل أبيب، وذلك عندما غادر الرئيس الأميركي دونالد ترامب المملكة، على متن الطائرة الرئاسية متوجهاً إلى محطته الثانية إسرائيل في أولى جولاته الدولية رئيساً للولايات المتحدة.
خط سكك حديدية
وفي أبريل الماضي، عرض وزير النقل والاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس، على جيسون غرينبلات، ممثل الرئيس الأميركي، خطة “سكة قطار السلام الإقليمي”، والتي تتحدث عن ربط إسرائيل بالأردن ومنها بالسعودية ودول الخليج عبر شبكة سكك حديد تسمح للدول العربية بمنفذ إلى البحر المتوسط.
وأوضح كاتس لمبعوث ترامب أنه “لا يطلب دعماً مالياً أميركياً للمشروع، وإنما يطلب فقط تشجيع الأردن والسعودية ودول الخليج لقبوله”، مضيفاً أن “السكك الحديد التي ستمر في الدول العربية ستموّلها شركات خاصة بهدف الربح المالي”.
وقال كاتس وفقا لشبكة “سي إن إن” الأميركية إن غرينبلات أعرب عن استعداده لـ”تجنيد واشنطن لدفعه قُدماً”، حسبما أفادت الإذاعة الإسرائيلية “عربيل”.
بدورها، أفادت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن السكة الحديد ستنطلق من مدينة حيفا”، مرورا بمدينة بيت شيعان، ومنها إلى جسر الملك حسين، الذي يربط الضفة الغربية بالأردن فوق نهر الأردن، ثم إربد، قبل أن تصل إلى مدينة الدمام السعودية.
تبادل تجاري
وكانت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية قد قالت اليوم السبت إن السعودية وإسرائيل تجريان محادثات لإقامة علاقات اقتصادية، وهو ما وصفته بالخطوة المثيرة التي تضع إسرائيل على طريق العلاقات الطبيعية مع معقل الإسلام السني وحارس المدن الإسلامية المقدسة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عربية وأميركية أن العلاقات ستبدأ صغيرة وذلك من خلال السماح للشركات الإسرائيلية بالعمل في الخليج، والسماح لشركة الطيران العال الإسرائيلية، بالتحليق فوق المجال الجوي السعودي.
وترى الصحيفة أن إمكانية توثيق العلاقات السعودية مع إسرائيل تفسر جزئيا لماذا فرضت السعودية وحلفاؤها حصارا شاملا على قطر، حيث تحاول السعودية إجبار الدوحة على وقف دعمها لحماس.
وتلفت الصحيفة إلى أن تطوير علاقات تجارية مع السعودية سيكون أكبر تحالف عام بين إسرائيل والخليج في حوالي عقد.
وتؤكد الصحيفة أن إسرائيل ودولاً خليجية قامت بدون ضجيج ببناء علاقات أمنية بدافع الخوف المتبادل من إيران، حيث قام وفد سعودي برئاسة الجنرال المتقاعد أنور عشقي برحلة إلى إسرائيل العام الماضي وسط حرص إسرائيلي على توسيع التحالف، حيث قال وزير الدفاع الإسرائيلى أفيغدور ليبرمان: “أعتقد أنه من الأفضل بكثير التعاون في القضايا الاقتصادية أكثر من مكافحة الإرهاب”، مشيدا بالجهود المبذولة لحصار قطر.