مشوار مهاجر مصري من عامل نظافة إلى مشرف على 110 شركة بإيطاليا - الإيطالية نيوز

مشوار مهاجر مصري من عامل نظافة إلى مشرف على 110 شركة بإيطاليا


طموحات الشباب المصري تتجاوز كل الحدود، لعل منها قصة أحمد الذي إحتفت به كبريات الصحف الإيطالية، ونقلت أخباره باعتباره نمودجا يحتذى به، ومثالا ناجحا للمهاجر المصري  والعربي ،الذي خاض تجربة الغربة الشاقة، ونجح في تحقيق ذاته.

ولم تكن فكرة مغادرة أم الدنيا تخامره قبل أن يلتقي بحبيبته الإيطالية، فهو حامل لشهادة جامعية معتبرة، وفاز بمقعد جامعي بجامعة "عين شمس" العربقة، في القاهرة، ولكنه حين وصل إيطاليا لم تعد شواهده جميعا صالحة، أو لنقل أن  تخصصه كان غير مطلوب.

بالنسبة لأحمد أصبح تحمُّل اختيار الغربة جزءا من مسؤوليته ، فالوطن منذ تلك اللحظة صار يحمله في قلبه ، وبدون العمل والمال، يضيع الإنسان فلا عودة إلى مصر ولا بقاء في إيطاليا، إذا لم يكسب الإنسان عيشه، وهو كذلك شاب في مقتبل العمر ، ويستطيع العمل بجهد يديه اللتان لا تستطيعان الحياة بلا عمل.

عامل نظافة، كان أول عمله حين قدم سنة 2003 وبعد رحلة صبر وجلد،دامت 14 سنة صار "أحمد زايد" ذو 43 سنة يسير عشرات الشركات الخاصة بالتنظيف، وصار عامل النظافة البسيط رجل أعمال يشرف على 110 مقاولة، بكل ما للكلمة من معنى حيث يقود مهمة النظافة في منطقة "بريانتسا"شمال إيطاليا.

لقد كانت لحظة مرض زميله الذي يشرف عليه  في العمل في شركة التنظيف، فارقة في تغير حياته، فقد كلف بالإشراف وكانت فرصته ليقدم كل ما يستطيع من أفكار عملية وعلمية، وكذا نفسية جعلته لحد الآن حديث رؤسائه ومشرفيه .

في حديث نقلته صحيفة كورييري ديلا سيرا الشهيرة يقول أحمد وقد إرتسمت إبتسامة جميلة على محياه وهو يفكر: "حتى لو بقيت في مصر ،لم أكن لأظل بدون أعمل أو أظل عاطلا ،أسرتي ليست غنية، ولكنها قامت بتربيتي وكذا دراستي على أكمل وجه "يتنهد ويضيف:" كنت سأحس بالذنب إتجاه عائلتي، كما لو كنت سأخون كل ما قدموه لي،فكان علي أن أفكر دائما".

هاجر أحمد بعد قصة حب رومانسية جمعته ب "باربارا" حبه الوحيد، والفتاة الإيطالية، التي حملته وتحملته، وكانت دوما إلى جانبه، منذ تعرفت عليه بمدينة شرم الشيخ الساحلية الجميلة.
"هي لم تكن تستطيع أن تعيش في مصر، فكنت أنا من سيهاحر إلى إيطاليا، وكان علي أن أفقد كل شيئ طموحاتي على رأسها ،ولكن طموحاتي صارت كلها لتحقيق ما أرغب فيه من أجلي، ومن أجل "باربارا" وإبنتاي "سارة وليلى"ثمرة هذا الحب وهذه الرحلة "يضيف أحمد.

طوال هذه المدة ولحد الساعة، يستيقظ أحمد على الخامسة صباحا ويعمل لأزيد من 16 ساعة، يشرف بنفسه على تفاصيل كل شيئ ، همة لا تنتهي، ولكنها سعادة من حقق طموحه، وبلغ جزءا مما يريد ،حتى ولو تلاشت تلك الإبتسامة على محياه في بعض الأوقات ،في حنين لا يخفى لبلده الأم مصر.