بقلم أبوالمعاطي أبوشارب |
اقرأوا التاريخ قبل أن تنسوا في مثل هذا اليوم من الخامس والسادس من يونيوعام 1967، منذ 50 عاما تعرضت مصر لأكبر هزيمة في تاريخها من إسرائيل وللذل من العرب. يومها توالت الجرائم الإسرائيلية البشعة وشعب مصر الصامد بدون غطاء جوي ودفاعات أرضية بعد أن فقدت كل ما تملك من وسائل الدفاع عن نفسها لتشهد الغطرسة الإسرائيلية اليومية أمام العالم بأكبر جريمة ارتكبتها في حق الجنود المصريين الأسرى، وفي حق المدنيين الأبرياء من مذبحة أطفال مدرسة بحر البقر، ومذبحة عمال أبو زعبل التي راح ضحيتها الآلاف المؤلفة من خيرت أبناء مصر، من شبابها في القوات المسلحة والشرطة، ومن أبناء مدن القناة من المدنيين في الإسماعيلية، وبورسعيد والسويس وسيناء. وصمد شعب مصر يدا تبني ويدا تحمل السلاح وتحملت الضربة الجوية اليومية في حرب الاستنزاف، وظل يسقط الشهداء من الجنود ومن المدنيين الأبرياء حتى استيقظت مصر من غفوتها، فأسست جيشها من جديد بسواعد أبنائها لتعيد مجدها وكرامتها وكرامة العرب. يومها قالوا إن الجندي المصري ترك حذاءه في سيناء وهرب.
وقالوا إن مصر بلد غير مقاتل بعدما فقدت آلاف من الشهداء من أجل القضية الفلسطينية وحدها على مر الزمن، منذ عام 1948 حتى هذه اللحظة التي نعيشها الآن. ولم يعرف التاريخ ولا العالم أجمع بلدا تعرض للإهانات اليومية من أبواق الدعاية من بعض الدول العربية الشاذة كما تعرضت مصر في تلك المرحلة. وتحمل شعبها صبر أيوب في هذه المرحلة التاريخية في حياته على نحو عجيب.
وبدأت مصر تعمل في صمت لتجهيز جيشها، وكانوا يريدون أن يكونوا أوصياء على مصر، يقررون لها ماذا يجب أن يفعلوا. ولكن مصر يومها اتخذت قرارها التاريخي بطرد الخبراء السوفيات لينفرد المصريون بقرارهم السيادي في اعلان الحرب بجنودها البواسل، وحينها تفاجأ العالم أجمع بصيحات الله أكبر بحرب السادس من أكتوبر المجيد عام 1973 وعبور أكبر مانع في التاريخ واعادة كرامة الجندي المصري وكرامة العرب.
وعندما ذهب الرئيس الراحل أنور السادات إلى القدس عام 1977، العالم كله وقف مذهول وغير مصدق لهذا الزعيم التاريخي، ابن مصر، ببشرته السمراء وابتسامة المنتصر.
يومها نشرت الصحف والمجلات العالمية صورة السادات. إنه رئيس مصر رجل الحرب والسلام ، رغم كل ذلك لم يعجب بعض أخوتنا في العروبة هذا الانتصار الكبير الذي عاد عليهم بخيرات الذهب الأسود وأقاموا تحالف ضد مصر وأطلقوا على أنفسهم جبهة الصمود والتصدي وأطلقوا علينا نحن أهل الخيانات ومعسكر كمب ديفيد. وطردونا من جامعة الدول العربية ونقلها إلى تونس وطاردونا في كل مكان في العالم قاطعوا مصر أكثر بكثير مما قاطعنا إسرائيل.
وفي عام 1981 تم اغتيال رجل الحرب والسلام أنور السادات على المنصة أثناء العرض العسكري باحتفالات انتصارات السادس من أكتوبر علي أيدي المتطرفين من خونة هذا الوطن. فمصر لم تخرج يوما من مصر بل لم تخرج يوما من العرب. بل الآن مصر عادت إلى مصر وعاد العرب إلي مصر لأن مصر لديها أقوي جيوش المنطقة تأهيلا وتدريبا وتسليحا مهمتها في الظروف الحالكة التي تعيشها الآن الدفاع عن مصر وحدودها وليس الانتحار وبناء مصر الحديثة بأيدي شبابها من ثوار 25 يناير و30 يونية.
ربما يكون درسا لشباب مصر لكي يعرفوا تاريخهم جيدا التي تمر ذكري 50 عاما على هزيمة الخامس من يونيو عام 1967.ويحزنني ان تمر هذه الذكري المحفورة في ذاكرة كل بيت في مصر تحمل أسم شهيد سطروا ملحمة تاريخية بدمائهم من أجل تراب مصر الغالي من أجل أجيال المستقبل ولم يذكرهم أحد في ذكراهم سوي كل بيت في مصر قدم شهيد فداء لمصر. كنت أتمنى أن تقام صلاة الغائب على أرواحهم في محافظات الجمهورية لنتذكرهم التي لم تخلوا من شهيد ضحي من أجل مصر أو في جمعه من الجمعات التي تقام كل جمعه وللأسف الشديد ضاعت وسط الزحام ولا يتذكرون حقيقة هذا اليوم من الذين ضحوا بأرواحهم ورويت دمائهم منذ 50 عاما على ضفاف القناة ورمال سيناء. رحم الله شهدائنا الأبرار في 5 يونيو 67 ورحم كل شهدائنا الأبرار في حرب 48 (حرب إعلان دولة إسرائيل) و52 و56 (العدوان الثلاثي) و67 (النكبة) و68 و69 و70 و73 (يوم كيبور) والشهداء الذين سقطوا منذ قيام ثورة 25 يناير 2011 من المدنيين ورجال الجيش والشرطة. على مدي ستة سنوات حتى الآن. التاريخ لا ينسي شهداء الوطن من أجل أن تحيا مصر!!!