مصر: ما هي عواقب تسليم السيسي تيران وصنافير للسعودية؟ - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

مصر: ما هي عواقب تسليم السيسي تيران وصنافير للسعودية؟


أقر برلمان الانقلاب بمصر في جلسته العامة، الأربعاء، اتفاقية تعيين الحدود بين مصر والسعودية، والتي تقضي بتسليم جزيرتي تيران وصنافير للمملكة.

وعلى الرغم من الرفض الشعبي لـ"التنازل" عن تيران وصنافير، والحكم القضائي البات والنهائي بتبعيتهما لمصر؛ فإن مصر بعد تصويت برلمانييها منحت الجزيرتين للسعودية، وهو ما أثار تساؤلات عن عواقب هذه الخطوة، ومدى قدرة المعارضة على تنفيذ تهديدها بالنزول إلى الشارع للمطالبة بإسقاط النظام حال تفريطه في الأرض.

ومن المقرر وفقا لنص الدستور؛ أن ترسل الاتفاقية للرئيس عبد الفتاح السيسي للتصديق عليها، ثم نشرها في الجريدة الرسمية لتكون لها قوة القانون.



أزمة حقيقية للرئيس عبد الفتاح السيسي
رأى الباحث السياسي مصطفى كامل، أن قضية تيران وصنافير أصبحت تمثل الآن أزمة حقيقة للسيسي أكثر من ذي قبل؛ لأن موافقة البرلمان على تسليم الجزيرتين للسعودية بالمخالفة لأحكام القضاء؛ قد تحدث صراعا بين السلطتين القضائية والتشريعية، وخاصة بعد تصريح رئيس البرلمان علي عبدالعال بأن أحكام القضاء هي والعدم سواء.

وقال مصطفى كامل إن "من الممكن أن يتم حل مجلس النواب نتيجة هذا الخلاف؛ لأن مناقشته للاتفاقية بعد الحكم القضائي مخالف للدستور من الأساس، وهناك دعاوى في المحكمة الدستورية بالفعل تطالب بحل البرلمان".

وأضاف أن "تسليم الجزيرتين هي محاولة من السيسي لاسترضاء السعودية"، مؤكدا أن "النظام لا يهمه سوى إرضاء السعودية وأمريكا بأي ثمن؛ لأنهما الداعمان الأساسيان لحكمه ماديا وسياسيا".

وأكد كامل أن يؤدي إقرار الاتفاقية في البرلمان إلى نزول المعارضة إلى الشارع، لافتا إلى أن معارضي "التنازل" عن تيران وصنافير تظاهروا من قبل في "جمعة الأرض" بأعداد كبيرة، وأعلنوا رفضهم تسليم الجزيرتين.

صفقة القرن
وفي سياق متصل؛ تساءل مراقبون عن علاقة تسليم الجزيرتين للسعودية بصفقة القرن التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتسوية القضية الفلسطينية.

وأعرب رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق، هشام جنينة، خلال مؤتمر صحفي الأحد الماضي، عن مخاوفه من أن يكون "بيع تيران وصنافير" مجرد جزء من صفقة القرن التي أعلنها ترامب.

وتعليقا على هذه التصريحات؛ قال المحلل السياسي محمد شوقي، إن تسليم الجزيرتين للسعودية سيغير شكل المنطقة كلها، ويضعف دور مصر الإقليمي، موضحا أن السعودية ستصبح طرفا في اتفاقية "كامب ديفيد" وهذا معناه دخولها في أي مفاوضات مستقبلية مع "إسرائيل" لحل الأزمة الفلسطينية.

وأضاف أن "الولايات المتحدة التي تدعم السعودية الآن؛ لا تريد سوى مصلحة إسرائيل، وهذا يعني أن الشرق الأوسط سيشهد تطورات جديدة في صالح إسرائيل، وضياعا متوقعا لحقوق الشعب الفلسطيني؛ بمباركة أمريكية سعودية مصرية".

وأكد شوقي أن السيسي "يريد أن يدخل التاريخ بهذه الصفقة، ليقال إنه الرئيس الذي توصل لحل للقضية الفلسطينية بعد عشرات السنين من التعثر، لذلك هو حريص على إدخال السعودية كطرف في مفاوضات السلام مع إسرائيل، والتنسيق مع أمريكا لإنجاح المهمة وإتمام صفقة القرن".

احتجاجات بدون مساندة شعبية
فضت قوات الأمن المصرية، الأربعاء، مسيرة قادها المرشحان الرئاسيان السابقان حمدين صباحي، وخالد علي، وسط القاهرة؛ احتجاجا على الاتفاقية.

وكان العشرات من الصحفيين قد نظموا وقفة احتجاجية، الثلاثاء، أمام مقر نقابة الصحفيين بالقاهرة، ورددوا هتافات ضد قائد النظام الحالي بمصر، واتهموه بالخيانة، ثم بدأوا اعتصاما لعدة ساعات قبل أن تقتحم قوات الأمن النقابة وتفض اعتصامهم بالقوة.

من جهته، رأى الكاتب الصحفي بجريدة "الجمهورية" الحكومية، علاء الدين طه، أن "نقابة الصحفيين لا يمكنها أن تكون منطلقا لثورة كاملة تجمع المصريين، نظرا لصغر حجمها، ووجودها في شارع بوسط القاهرة يسهل السيطرة على من بداخلها مهما كان عددهم، خلافا لميدان التحرير".

ودعت جماعة الإخوان المسلمين والمرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، كل على حدة، مساء الأربعاء، الشعب المصري، للخروج إلى الميادين الجمعة المقبل، احتجاجا على موافقة البرلمان المصري على اتفاقية "تيران وصنافير".

وثمّن الكاتب الصحفي أحمد أبو زيد "موقف الصحفيين الرافض للتفريط في الأرض"، مشددا على أهمية دور النقابة في "الوقوف ضد رغبات النظام وأهدافه، وكشف ألاعيبه وخططه التي تستهدف مصر بالأساس".

ويراهن سياسيون ونشطاء على أن تنازل السيسي عن الجزيرتين للسعودية سيؤدي إلى تشكيل جبهة واسعة من قوى المعارضة المختلفة، في مشهد ربما لم يحدث في مصر منذ انقلاب يوليو 2013، للمطالبة بإسقاط النظام بعد أن "فرّط" في الأرض.

وفي المقابل؛ يقول مراقبون إن المعارضة أضعف من أن تتوحد، وإن الخلافات وعوامل التفتت ما زالت تنهش جسدها، فضلا عن العوامل الخارجية التي تمنع تشكل جبهة معارضة موحدة ضد السيسي، ومن بينها الملاحقات الأمنية، والخلافات الأيديولوجية، وتبادل الاتهامات بين الإسلاميين والقوى المدنية.

وقالت حملة "مصر مش للبيع" التي تضم شخصيات عامة وقوى سياسية مختلفة، في بيان لها الأربعاء: "ندعو كافة المواطنين الرافضين لهذه المهزلة إلى الاحتجاج بكافة الطرق المشروعة لإثبات أن لأرض هذا الوطن شعبا يحميها في مواجهة التفريط فيها، انتصارا للإرادة الشعبية، وكرامة هذا الوطن، ودماء شهدائه" مشيرة إلى أن الحملة "سوف تعلن في وقت لاحق عن كافة الخطوات التصعيدية التي ستتخذها".

وحذرت حركة "شباب 6 أبريل" عبر "تويتر" من أن "التفريط في الأرض المصرية لن يمر مرور الكرام على النظام"، متوعدة النظام بـ"موجة من الغضب بعد موافقته على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية".

لكن الباحث السياسي محمد شوقي أكد أن "الأهم من نزول المعارضة للشارع؛ هو قدر الدعم والمساندة الشعبية التي ستلقاها هذه التظاهرات"، مشيرا إلى أن "الغالبية الساحقة من المصريين سئموا التظاهرات، ولم يعد لديهم رغبة في إسقاط النظام، رغم كراهيتهم له، خوفا من عدم وجود بديل".