تشهد مدينة "بانغاسو"، التي تبعد بمسافة 500 كيلومتر عن "بانغي"، عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى جرائم إبادة في حق مسلمين على يد متشددين يدعون انتماءهم للمسيحية.
وبدأت هذه الجرائم التي ترتكب تحت ستار الفوضى الذي تعم "بانغاسو"، الواقعة أيضا أقصى جنوب البلاد، مع بدايات شهر ماي الماضي.
و قال "جميل"، أحد الناجين من هذه المجازر: "قالت قوات القبعات الزرق للمسلمين بأن يحتموا في المساجد، ولجأوا إليها فعلا، لكن عناصر قبعات الزرق تخلوا عنهم."
ووفقا لموقع "الناس"، قال أسقف مدينة بانغاسو، الإسباني "خوان ـ خوسي أغويري مونيوس": "بعد مغادرة القبعات الزرق، هرعت موجة من ميليشيات " أنتي ـ بالاكا" نحو المساجد وهي وهم يصرخون حاملين السيوف والبنادق الحرفية. رأوا الإمام يخرج، فأجبروه على الجلوس على الأرض على ركبتيه، ثم كبدوه جراحا حتى الموت".
وأضاف جميل: "حاصرت المليشيات المسلحة ذات التوجه المسيحي المنحرف مايقارب 400 مسلم لمدة 48 ساعة، ثم فتكوا بهم بقطع أيديهم وأرجلهم وأجسادهم".
وبلغت حصيلة الضحايا المسلمين على هذه الميليشيات البربرية 108 قتيل و76 جريح.
وأضاف الأسقف نفسه: "هذا القنص المنظم الذي يسقط المسلمين ضحاياه[...] هو نتيجة لخلاف تاريخي طويل..وما يبرر هذا الإنتقام هو أن الناس تعتقد أن المسلمين الهادئين بمدينة "بانغاسو" كانوا متحدين مع جماعة "سيليكا"، الذي يعتبر مصدر الشر."
"أنتي ـ بالاكا" (anti-balaka): ميليشيا أنتي بالاكا هو مصطلح يستخدم للإشارة إلى ميليشيات مسيحية تشكلت في جمهورية أفريقيا الوسطى بعد أن صعد ميشيل جوتوديا إلى السلطة.
"سيليكا" (Séléka) ، هي جماعة مقاتلة في جمهورية أفريقيا الوسطى معظم مقاتليها من المسلمين ، تأسست سنة 2012 من مجموعة من المتمردين المعارضين لحكم فرانسوا بوزيزي أغلبهم من المسلمين، واستولت على السلطة في 24 مارس 20133 بعد دحرها للقوات الحكومية وتولى زعيمها ميشال دجوكوديا الرئاسة كأول رئيس مسلم لهذا البلد الأفريقي ،غير أنه استقال بعد دخول البلاد في حرب عرقية بين المسلمين والمسيحيين ما أدى لمقتل الآلاف خصوصا من المسلمين ما تسبب في تدخل القوات الفرنسية والأفريقية لايقاف الحرب وبسط الاستقرار.