الداخلية تعتقل عشرات الناشطين بسبب الاحتجاج ضد تسليم جزيرتي "تيران" و"صنافير" إلى السعودية - الإيطالية نيوز

الداخلية تعتقل عشرات الناشطين بسبب الاحتجاج ضد تسليم جزيرتي "تيران" و"صنافير" إلى السعودية


أوقفت الشرطة المصرية عشرات الناشطين في مواجهة دعوات الى التظاهر الجمعة احتجاجا على قرار البرلمان المثير للجدل الموافقة على الاتفاق الذي ينص على سيادة السعودية على جزيرتي تيران وصنافير.
وقال محام يعمل من أجل الإفراج عن الموقوفين، أن السلطات أوقفت نحو 50 ناشطا في مختلف أنحاء البلاد منذ صادق البرلمان على الاتفاقية الاربعاء.
وتنص الاتفاقية على منح السعودية السيادة على جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر عند المدخل الجنوبي لخليج العقبة رغم معارضة قوية في مصر. وتفتح موافقة البرلمان المصري الباب للتصديق النهائي من قبل رئيس الجمهورية على الاتفاقية.
يقول معارضو الاتفاقية أنها عملية مقايضة للجزيرتين لقاء الحصول على تمويل من السعودية.
وقال المرشح الرئاسي السابق والمسؤول في المعارضة حمدين صباحي في تسجيل فيديو "نرجو من شعبنا أن يحضر لاننا بدون الشعب لا نستطيع الدفاع عما هو حق له".
وتظاهر عشرات الصحافيين الثلاثاء ضد الاتفاقية في وسط القاهرة قبل أن تفرقهم قوات الامن.
وأثارت الاتفاقية فور توقيع الحكومتين المصرية والسعودية عليها في أبريل 2016 احتجاجات وتظاهرات غير مسبوقة ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي قامت الشرطة بقمعها.
وفي 16 يناير الماضي أصدرت المحكمة الادارية العليا حكما باعتبار الاتفاقية "باطلة". الا أن محكمة القاهرة للامور المستعجلة قررت في أبريل الماضي اعتبارها سارية.
ويدور جدل قانوني واسع في مصر حول ما إذا كانت محكمة الأمور المستعجلة مختصة أم لا بوقف قرارات المحكمة الادارية العليا.
وتأتي موافقة البرلمان المصري على هذه الاتفاقية فيما تشهد العلاقات بين القاهرة والرياض تحسنا كبيرا بعد شهور من الفتور.
واتخذت مصر مع السعودية والامارات قرارا في الخامس من يونيو الجاري بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر واغلاق حدودها الجوية والبحرية أمام كل وسائل النقل القطرية. وتتهم الدول الثلاث قطر ب "دعم الارهاب" الأمر الذي تنفيه الدوحة بشدة.
وشهدت العلاقات بين مصر والسعودية العام الماضي بعض الفتور وتوقفت مجموعة أرامكو النفطية السعودية في اكتوبر 2016 عن توريد 700 ألف طن شهرياً من المشتقات النفطية الى مصر.
إلا أنها استأنفت هذه الواردات في مارس الماضي. بعدها قام الرئيس المصري بزيارة السعودية في أبريل.
ورغم تراجع الأهمية الاستراتيجية، بحسب الخبراء، لجزيرتي تيران وصنافير غير المأهولتين واللتين تتحكمان في مدخل خليج تيران الممر الملاحي الرئيسي للوصول إلى ميناء إيلات الاسرائيلي على خليج العقبة.
إلا أن المصريين الذين شاركوا في الحروب العربية الإسرائيلية قبل أن تصبح مصر أول بلد عربي يوقع معاهدة سلام مع اسرائيل عام 1979، لا يزالون يتذكرون حرب الخامس من يونيو 1967.
فقد كان اغلاق خليج تيران أمام السفن الإسرائيلية بقرار من جمال عبد الناصر في 23 مايو عام 1967 شرارة أشعلت بعد أقل من أسبوعين الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة التي احتلت خلالها اسرائيل هضبة الجولان السورية والضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وجزيرتي تيران وصنافير اللتين كانتا آنذاك في حماية الجيش المصري.